تحركت صباح الخميس، قافلة تضم عبد السلام بيكرات والي جهة مراكش وفاطمة الزهراء المنصوري عمدة المدينة، وبعض طواقمهما صوب بيت متواضع بدرب الجامع قاع اخليج بحي سيدي بن سليمان الجزولي، حيث تستوطن بشكل مستفز جميع مظاهر الفقر المترعة بتلاوين البؤس واليأس معا. الزيارة المفاجئة للمسؤول الأول بالجهة، ورئيسة الجماعة الحضرية جاءت تتويجا لحملة التضامن الواسعة التي التفت حول قضية خولة عابد القاصر ذات ال17 ربيعا، ضحية تزويج القاصرات ضحايا الاغتصاب من الذئاب التي نهشت أعراضهن، وعاتت فيها انتهاكا واغتصابا. خطوة طبعت عريضة التضامن الشعبية الواسعة بالأختام الرسمية، إيذانا بدخول القضية دائرة إجماع مختلف المكونات المراكشية. بالقدر الذي فوجيء الوالي والعمدة بحجم الاعتداء الذي تعرضت له القاصر، كانت مفاجأتهما كذلك كبيرة بحجم الفقر المدقع الذي يعشش ببيت أسرتها، حيث كانت خولة متكومة. على جراحاتها وآلامها بجانب الجسد الهارم لجدتها، الذي بدى كهيكل بشري متحرك بفعل عوادي مرض السرطان، ماجعل الوالي غير قادر على التحكم في مشاعره، فتندت عنه عبارة خرجت بشكل عفوي ملخصة كل ما يعتمل داخله « هاد الشي عار وحشومة». عمدة ووالي أمن مراكش عند خولة خولة قبل الفاجعة الزوج المجرم الذي تبحث عنه العدالة الآن وتعبيرا منه عن تضامنه مع هذه الأسرة المدججة بألوان الفقر والخصاص، أعلن عبد السلام بيكرات عن التزامه بالتكفل بكل متطلبات العلاج الخاصة بخولة وكذا بجدتها، وبالتالي تدشين التزامه بإحالة الأولى على مصحة خاصة بالمدينة، مذيلة بتوصية للطاقم الطبي بضرورة إيلائها كامل العناية والعلاج اللازمين. الذي تعرضت له القاصر.