كان عليهم يوجهونا للشعب التعليمية اللي مطلوبة فسوق الشغل، باش كل واحد منا يكون عارف الطريق اللي هو ماشي فيها! بمرارة وتدمر قالها الطالب نبيل، متحدثا عن إشكالية عطالته الناجمة عن تباعد مستوى التكوين الجامعي الذي تلقاه خلال السنوات الثلاثة الماضية، مع ما تتطلبه المقاولات من تخصصات مهنية. وجهة نظر نبيل تكاد تتقاطع في مضمونها مع وجهات نظر كل من خديجة والمهدي، ومعهما بعض آخر من الشباب الحاصل على شواهد عليا، وإن اختلف معهم في نوعية التكوين وطبيعة المؤسسة التعليمية التي منحته دبلوم الإجازة في العلوم القانونية . هذه الشهادات الحية التي تم استيقاؤها صباح أول أمس الثلاثاء من شريط مصور عرضته مؤسسة “أمل جوب”، بقاعة العروض بفندق “حياة ريجنسي” بالدار البيضاء، اختزلت خيبة الأمل التي تعتصر نفسية العاطلين من الشباب الحاصل على الشواهد، وكشفت بما لا يدع مجالا للشك، عن وجود أزمة حقيقية في سياسة التشغيل ببلادنا، وهو ما يجعل من مهمة ولوج سوق الشغل أمرا مستعصيا أمام شباب اليوم، يؤكد بعض من شاركوا في هذا اللقاء . استعصاء، رد عليه مدير مديرية الشباب الطفولة بمداخلة حملت ربما ما كان ينتظر أمثال نبيل من الشباب العاطل سماعه في هذه المناظرة. لقد كشف النقاب عن خطة مشتركة بين وزارة الشباب والرياضة وعدد من الوزارات، وقال بأن هذه الخطة تسعى إلي إحداث مراكز للتوجيه وفضاء للتشغيل مهمته مساعدة الشباب على الحصول على أول منصب شغل. “” فالشباب غير مهتم بممارسة العمل السياسي والجمعوي، وانشغاله الأكبر ينصب على إيجاد فرصة عمل، أما العدد الوافر منهم فيراوده حلم خلق مقاولة ذاتية، يؤكد هشام لخميري مدير عام موقع “أمل جوب” مستنيرا بنتائج آخر دراسة أنجزها الموقع حول تشغيل الشباب. حينها أخرج المدير الشاب سلاح الأرقام التي انطوت عليها نتائج هذه الدراسة، وقال بنبرة صوت خافتة، تشي بأسفه وتفهمه لتطلعات من أرهقهم وهن البحث عن فرصة عمل:” 79 في المئة من الشباب الذي استطلعنا رأيه في الدراسة أبدى رغبة في خلق مقاولة ذاتية”. يونس جوهري الذي ناب عن وزير الشباب والرياضة في حضور هذا اللقاء، لم يشأ ترك هذه المناسبة تمر دون أن يخرج هو أيضا ما بجعبة وزارته من دراسات وبحوث في هذا المجال، فبصفته مدير مديرية الشباب والطفولة، انتقى آخرها ليخلص إلي نسبة أقل تفاؤلا من تلك التي أشار إليها لخميري، بعدما أفاد بأن حصة من أبدوا رغبة في خلق مقاولة ذاتية لم تتجاوز حدود 52 في المئة حسب نتائج آخر دراسة أجرتها وزارة الشباب والرياضة. فاختلاف دراستي موقع “أمل جوب” ووزارة الشباب والرياضة في تحديد حصة الشباب الطامح إلى خلق مقاولة ذاتية، لم يمنع توافق مواقف كل من لخميري وجوهري بخصوص طبيعة المشكل المطروح. فاصطدام طموح هذا الشباب بحاجز عدم القدرة على تحقيق حلم خلق المقاولة الذاتية، يشكل في نظر الرجلان معا، معيقا يتوجب العمل على إزالته مع بدل مزيد من الجهود لمساعدة الشباب الطموح على بلورة مشاريعه المقاولاتية على أرض الواقع. لكن كيف؟ هذا هو السؤال المطروح الذي غالبا ما يتسبب غياب الإجابة العملية عنه في فقدان الثقة لدى الشباب ويبرر عزوف معظمهم عن ممارسة العمل السياسي