ما كادت طائرات الكنادير المختصة في إطفاء الحرائق، تنتهي من مهمة بغابات أمسكرود بالجنوب. حتى هبت مسرعة في اتجاه الشمال، لدعم المجهودات المبذولة للسيطرة على النيران، التي اشتعلت بمنطقة عين الحصن على مشارف مدينة تطوان. النيران التي بدا لهيبها الأول بعد زوال يوم الجمعة، لم يتم التمكن من السيطرة عليها، إلا في وقت متأخر من ليلة السبت صبيحة الأحد. أصوات الطائرات التي ملأت سماء تطوان، جعلت الجميع ينتبه إليها فيما الأطفال يصيحون بأعلى صوتهم، في اتجاهها معتقدين أن من يركب بها يسمعهم. خاصة وأن تلك الطائرات تمر قريبة جدا من الأرض. هناك على بعد حوالي 10 كيلومترات من تطوان، كان الدخان يملأ المكان، وكان لهيب النيران يزيد من حرارة الجو الملتهبة أصلا، حيث كانت حرارة المنطقة قد عادت إلى سابق عهدها، كما لو أن الأمر يتعلق بأيام الصيف الحارة. عين الحصن المحاطة بالغابات، يعرفها الكثيرون بكونها نقطة توقف واستراحة، سواء لأهالي تطوان أو لعابري الطريق الوطنية في اتجاه الرباط. تحولت خلال اليومين الأخيرين قبلة للكثير ممن يرغبون في تتبع أخبار النيران، ويرونها تلتهم الأشجار بشراهة كبيرة، فيما يجد الإطفائيون صعوبة في الوصول إلى مكان الحريق مباشرة، عبر شاحناتهم الكبيرة الممتلئة بالمياه, مما كان يجعل تلك الصهاريج الكبيرة تنقل المياه لاقرب نقطة ممكنة، قبل توزيعها على سيارة «روندروفير» بصهاريج صغيرة، للتمكن من المرور وسط الغابة. الوقاية المدنية، وعناصر من القوات المسلحة الملكية، وعمال الإنعاش الوطني، وعمال المياه والغابات، وعشرات من المتطوعين من بعض المداشر المجاورة, كل هؤلاء شاركوا في عمليات إخماد الحريق، الذي توزع بشكل غريب ومريب بين أجزاء تلك الغابة، ولم يتخذ مسارا موحدا له. أحد الشبان قال إن السنة المنصرمة شهدت حريقا مشابها، دام قرابة عشرة أيام قبل إطفائه،بينما كان يتحدث حارس سيارات لأحد العابرين ويقول «هما كيطفيوها وآخرين كيشعلوها» في إشارة وجود فاعل ما وراء هاته الحرائق. تقديرات المصالح المختصة، قالت في البداية ستة هكتارات، قبل أن يتبين أن النيران مازالت مشتعلة، وارتفعت الحصة لأكثر من ذلك بكثير. لكن مع ذلك يبقى دعم الطائرات والتدخل الناجع، قد مكنا من توقيف زحف النيران أكثر، وفي وقت رغم أنه قد يصل لأكثر من 36 ساعة، لكنه «رقم قياسي» حسب مصادر مسؤولة من عين المكان. ليبقى الدور على مصالح الدرك الملكي، للتحقيق فيمن يقف وراء تلك الحرائق، التي يعرف الجميع أنها بفعل فاعل، ولغرض معروف جدا خاصة في ظل التنمية التي عرفتها المنطقة، والبحث عن فضاءات للسكن وبناء بعض المشاريع.