لازال أربعة سائقين مغاربة مفقودين منذ صباح أمس السبت في ظروف غامضة في إفريقيا جنوب الصحراء. وعلمت اليوم24 انه لمواجهة هذه الوضعية تعمل خلية أزمة تابعة لوزارة الشؤون الخارجية، بالتنسيق مع سفارتي المملكة المغربية في بوركينا فاسو والنيجر، مع السلطات في البلدين لتحديد مكان السائقين الأربعة. وحسب مصدر اليوم 24″ فإنه من السابق لاوانه الحديث عن اختطاف السائقين من جهة ما، ولكنهم مفقودون. وتم فقدان الاتصال بالسائقين الأربعة بينما كانوا على متن ثلاثة شاحنات لنقل البضائع حوالي الساعة العاشرة من صباح أمس السبت وذلك أثناء قيادتهم بين مدينة دوري، شمال شرق بوركينا فاسو، ومدينة تيرا، غرب النيجر. وحسب المعطيات التي حصلت عليها « اليوم24″، من مصادر مطلعة فإن السائقين المغاربة سلكوا طريقًا شديد الخطورة، تنشط فيه خلايا إرهابية وجماعات مسلحة معروفة بأعمالها المتكررة في النهب واستهداف شاحنات النقل البري. وقد اختار السائقون، حسب مصادر، عبور هذا المحور (دوري – تيرا) دون مرافقة أمنية، ودون احتياطات أمنية، ما يشكل مخاطرة وتجاهلا تاما للإجراءات الاحترازية الضرورية. المنطقة التي فقد فيها السائقون بين دوري في بوركينا فاسو وتيرا في النيجر، تمر عبر منطقة سيتينغا، والتي شهدت مؤخراً كميناً مميتاً (بين دوري وسيتينغا) يوم 11 يناير، أودى بحياة 18 جندياً وعدد من المدنيين. ورغم أن تاريخ هذا الحادث المأساوي قريب فقد كان ممكنا اتخاذ الاحتياطات اللازمة، مثل طلب مرافقة أمنية، لتجنب مخاطر الكمين أو الخطف أو الاعتداء. وتشير المصادر إلى تصاعد التهديد الإرهابي من قبل تنظيم « الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى » (EIGS)، الذي ينشط بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر، ما دفع السلطات إلى تنظيم قوافل شاحنات تحت حماية الجيش البوركينابي لتأمين النقل عبر الحدود، خصوصاً بين دوري وتيرا. وتبذل البلدان المعنية جهوداً مضاعفة لتأمين هذه المناطق والقضاء على التهديدات مع تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للضحايا والنازحين. وحسب المصدر، فإن المرور غير الحذر للسائقين المغاربة، بعد فترة وجيزة من كمين 11 يناير، يُبرز مدى خطورة المنطقة. ومن هنا وجب تحذير و تذكير مشغلي النقل بالالتزام الصارم بالبروتوكولات الأمنية المعمول بها. ويذكر أن المنطقة عرفت هجمات مميتة خاصة في شمال شرق بوركينا فاسو وغرب النيجر. ففي يونيو الماضي، نزح آلاف الأشخاص من شمال شرق بوركينا فاسو بسبب تصاعد الهجمات الإرهابية. وفي بداية دجنبر 2024، قُتل 21 مدنياً في هجوم استهدف قافلة بضائع في تيرا، غرب النيجر، وهو نقطة عبور مزدحمة يستخدمها السائقون بشكل متكرر، حيث أصبحت تيرا مركزاً للعنف في النيجر. في 25 فبراير 2024، قُتل 15 مدنياً كاثوليكياً كانوا مجتمعين للصلاة في هجوم إرهابي استهدف قرية إساكان، في مقاطعة دوري، شمال شرق بوركينا فاسو. وفي عام 2022، نزح أكثر من 26 ألف شخص من سيتينغا إلى مدينة دوري، بعد هجوم إرهابي أودى بحياة 86 شخصاً ليلة 11-12 يونيو من نفس العام.