مكنت المجهودات الجبارة لفرق التدخل البرية والجوية، ليل نهار، منذ الثلاثاء الماضي، من إخماد حريق غابة مسكينة، بجماعة أمسكرود، بضواحي أكادير، بالسيطرة عليه بشكل كلي، مساء أول أمس الخميس، بعد ما أتى على 180 هكتارا من الغطاء النباتي. وقال فؤاد عسالي، رئيس مصلحة حماية الغابات بالمندوبية السامية للمياه والغابات، إن فرق التدخل البري والجوي تمكنت من تطويق الحريق، حوالي السابعة مساء، رغم الصعوبات، المتمثلة في وعورة التضاريس، وحساسية الغطاء البناتي، والرياح القوية، وارتفاع موجة الحرارة، التي وصلت إلى 48 درجة. وأشار عسالي إلى أن المساحة المتضررة، من أشجار العرعار والأركان، بلغت 30 في المائة من مجموع المساحة المتضررة، في حين أن 70 في المائة منها تتكون من طبقة عشبية، وأشجار ثانوية. وأوضح عسالي، في تصريح ل "المغربية"، أنه جرت الاستعانة بأربع طائرات من نوع "تروش" ذات حمولة متوسطة، تابعة للدرك الملكي، وطائرة من نوع كنادير، ذات حمولة كبيرة، تابعة للقوات الجوية الملكية، للوصول إلى مختلف بؤر الحريق. وأعلن رئيس مصلحة الغابات أن فرق التدخل البري، التي تشكلت من عناصر المياه والغابات، مدعومة بعناصر الوقاية المدنية، والقوات المسلحة الملكية، والقوات المساعدة، والدرك الملكي، والسلطات المحلية، ومتطوعين من الدواوير المجاورة، عملت، هي الأخرى، بشكل متواصل طيلة 48 ساعة، منذ اندلاع الحريق لتطويقه، مؤكدا أن الحريق تحت السيطرة، وأن الفرق الجوية نظمت، صباح أمس الجمعة، استطلاعات جوية، وبقى الجميع في حالة تأهب في الميدان، للتأكد نهائيا من انطفائه بشكل كلي. وأفاد عسالي أن فرق التدخل أخذت على عاتقها، أيضا، حماية أرواح وممتلكات المواطنين بالدواوير المجاورة للغابة، مشددا على أنه لم تسجل أي إصابات أو حالات اختناق، أو خسائر في ممتلكات السكان. من جهة أخرى، ذكر رئيس مصلحة الغابات بالمندوبية السامية للمياه والغابات، أن حريقين غابويين جديدين اندلعا، الأربعاء الماضي، بكل من الجماعة القروية الدريوش، وعمالة تاونات، مشيرا إلى أن فرق التدخل البري والجوي تبذل حاليا مجهودات جبارة، لإخمادهما. والتهمت النيران بغابة الدرويش مساحات مهمة لم يجر حصرها بعد، من أشجار العرعار والصنوبر الحلبي، في حين، مست النيران بتاونات أشجار الصنوبر. وفتحت السلطات الأمنية المختصة تحقيقات معمقة لتحديد أسباب اندلاع هذه الحرائق. وجدد عسالي دعوته إلى عموم المواطنين، خاصة السكان المجاورين للغابة، والفلاحين، ومستعملي الغابة، لاتخاذ الحيطة والحذر أكثر في التعامل مع الغابة، وتفادي أي شيء يمكن أن يضر بها، أو يؤدي إلى إشعال الحرائق. كما دعا هؤلاء إلى إخبار السلطات المحلية بأي حركة مشبوهة بفضاء الغابة لحماية هذا الغطاء النباتي المهم، وتفادي الحرائق، التي تكلف غاليا، سواء بتدمير الغطاء النباتي، الذي يتحول إلى رماد، أو بتعبئة فرق تدخل برية وجوية كبيرة لإخمادها. جدير بالذكر أن عدد الحرائق الغابوية بلغ، منذ بداية السنة، وحتى 8 شتنبر 2011، 387 حريقا غابويا على المستوى الوطني، أدى إلى تدمير مساحة إجمالية تصل إلى 2600 هكتار. وتمثل مساحة الأشجار المتضررة نسبة 20 في المائة من المساحة الإجمالية، بينما يضم الباقي طبقة عشبية وأشجارا ثانوية.