أمام معطيات فرضتها أساليب الاتصال الجديدة، أصبح للممارسات الجنسية ما قبل الزواج صورا مستحدثة، ترتب عنها بعض التساؤلات التي يجيب عنها الأستاذ عبد الباري الزمزمي، تخص تصنيف هذه التصرفات وفق نظرة الشرع. في أي خانة يوضع مفهوم الجنس الافتراضي، سواء كان على الانترنيت أو الهاتف؟ وهل يمكن للمرأة أن تتنصل من هذه الممارسة حفاظا على صورتها أمام زوج المستقبل؟ يوضع في خانة أهون الأمرين، ولا يعد زنا ولا يترتب عليه ما يترتب على الزنا لورود الحديث النبوي «لكل ابن آدم نصيبه من الزنا، فللعين زناها النظر واللسان زناه النطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه». لذا الأمر يعتبر هنا زنا كاذبا، يدخل في إطار اللمم، التي تنضاف لها بعض الممارسات، مثل المداعبة المباشرة بين الرجل و المرأة، وكذا العناق. أما بالنسبة للسلوك الخاطئ سواء كان من طرف رجل أو امرأة، فإن الإنسان مأمور بستر نفسه وأن يتكتم على الأمر حتى أمام أقرب الناس سواء كان أخا أو صديقا، لأن المتستر يرجو العفو من ربه، «كل أمتي معافى إلا المجاهرين» كما ورد في الحديث، خاصة في حق المرأة الملزمة بحماية عرضها وعرض أسرتها. هل تطعن هذه الممارسة الجنسية قبل الزواج في أخلاق المرأة؟ بالنسبة للعرف والمجتمع طبعا، لأن الفتاة كالمرآة أي شيء يظهر عليها ويبقى على صفحتها، خاصة الممارسات في الأنترنيت والهاتف أو حتى علاقاتها بالشباب في الدراسة لأن المجتمع المغربي محافظ لا يقبل هذه الممارسات على الفتاة. إلى أي مدى يمكن أن تتراجع أهمية البكارة أمام انتشار بعض الممارسات التي تسمح للفتاة بالحفاظ على عذريتها؟ فقدان البكارة جريمة لا تغتفر لدى كل المجتمعات العربية والإسلامية، والأمر ليس حكرا على المغرب فقط، لأنها عنوان استقامة ودليل عفة، بالرغم من أنها لا تكون أحيانا عنوانا صادقا، لأننا نجد أحيانا فتاة تمارس الجنس من غير قبلها، فتبقى على بكارتها ويكون ذلك عنوان شرف لدى المجتمع والناس، ودليل على جدية سلوكها وإن كانت الحقيقة عكس ذلك. حاورته سكينة بنزين *رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل وعضو مجلس النواب عن حزب النهضة والفضيلة