" عينه على الإمام وقلبه على خزنة المسجد" هو الحال الذي ظل عليه مصلي مسن تجاوز عتبة السنين بأربع سنوات، يداوم على الصلاة بمسجد دوار العرب بقلب مدينة أيت ملول، ولا يتوانى في حجز الصفوف الأولى، والتأخر بعد السلام ليدعو مع الداعين. المسن وبدعوى ضيق الحال داوم على السطو على محتويات خزنة المسجد كلما خلا من المصلين، وظل أعضاء الجمعية المشرفة على المسجد حائرون حول هوية السارق، اعتقدو ان "الفعلة" لن يرتكبها إلا " شي برهوش مبلي". وفي غمرة التفكير من تكون هوية السارق، وقف خيال الحيارى حول مجموعة من الأطفال من زوار المسجد، ومن الذين لا تجمعهم به أي صلة، لكن لم تتجرأ الجمعية على اتهام أي طرف واهتدت إلى نصب كاميرا خفية داخل المسجد دون علم أي أحد. لم يمر على الحادثة الأولى يومان حتى عاد اللص من جديد مطمئن البال ليفتح الخزنة ويجمع ما توفر بها، مائة درهم قيمة كل ما وجد بها، حصيلة يوم، أخذها وخرج منتشيا لا يلوي على شيء. حل يوم جديد وعاد أعضاء الجمعية لتحصيل ما توافر خلال ذلك اليوم ليجدوا الصندوق فارغا يخترق الريح تجويفه، عندها عادوا إلى الكاميرا الخفية وشرعوا في تتبع ساعات تسجيلها الليلية لحظة بلحظة إلى أن سقط في فخها على الشيخ متلبسا بالسرقة. صدمة كبيرة لدى أعضاء الجمعية، كيف يكون أحد مرتادي المسجد الذين لا يبرحون اركانه هو الذي يقف وراء تلك السرقات، ومن الذين تقدموا في السن. طلعة اللص الذي ظهر بارزا أمام الكاميرا جعل أعضاء الجمعية يقطعون الشك باليقين، ألقوا عليه القبض واستدعوا ا الشرطة القضائية بأيت ملول لنستجوبه وتضعه رهن الحراسة النظرية، وقد تمت إحالته على ابتدائية إنزكان.