خيمت أجواء حزينة على مهرجان البندقية السينمائي في يومه الثاني بعد عرض فيلمين أحدهما يجسد مذبحة في إندونيسيا والآخر يتناول ظروف عامة الناس القاسية في إيران بسبب العقوبات. لكن نعش تشارلي شابلن نجح في إعادة البسمة للمهرجان. شهد مهرجان البندقية السينمائي الدولي المقام حالياً في إيطاليا أجواءاً حزينة الخميس (28 غشت 2014) وذلك بعد عرض فيلمين، تناول الأول مذبحة في إندونيسيا خلال ستينيات القرن الماضي، فيما عرض الآخر الظروف القاسية التي تعيشها إيران بسبب العقوبات الدولية وتأثيرها على عامة الناس. فقد عرض المهرجان فيلم "ذا لوك أوف سايلنس " للمخرج الأمريكي جوشوا أوبنهايمر خارج المسابقة الرسمية. وتدور أحداث الفيلم حول فرق إعدام جابت إندونيسيا في أعقاب انقلاب فاشل قاده شيوعيون وقتلت ما يصل إلى مليون شخص. وهذا الفيلم هو العمل الوثائقي الثاني لأوبنهايمر عن نفس القضية بعد "ذا آكت أوف كيلينج" عام 2012، الذي رشح لجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم وثائقي. ورداً على سؤال في مؤتمر صحفي الخميس عن سبب إخفاء أسماء العاملين في الفيلم، قال أوبنهايمر إنهم قد يتعرضون للخطر في حالة الكشف عن هوياتهم. وأضاف مخرج الفيلم: "توجد خطورة سياسية كبيرة على أي شخص اشترك مع الطاقم في إندونيسيا إذا كشفت هويته للسلطات الإندونيسية، خاصة للجيش والمجموعة شبه العسكرية التي لعبت دوراً بارزاً في فيلمي الأول". وبالنسبة للفيلم الآخر الذي عرض في المهرجان، فكان بعنوان "جهيسيها" أو "قصص" للمخرجة الإيرانية رخشان بن اعتماد، والذي تناولت فيه طبيعة الحياة في البلاد. ويعرض الفيلم صوراً من حياة الإيرانيين الذين لا يجدون سوى القليل من المال الذي يساعدهم على البقاء على قيد الحياة، بينما تسهم البيروقراطية والبطالة وإدمان المخدرات في ازدياد محنتهم. وقالت المخرجة إن الفيلم يهدف في جزء منه لإظهار التأثير المدمر للعقوبات الدولية المفروضة على إيران بشأن برنامجها النووي على الحياة اليومية. وأكدت رخشان أنها لم تضطر للعمل بدون ترخيص داخل إيران، مضيفة، عقب العرض الأول للفيلم: "الشيء المهم هو أن القصة والمشروع بحاجة للقبول داخل البلد. ينبغي أن يعكس حياة الناس". لكن البسمة كان لها مكان في مهرجان البندقية وذلك بعرض فيلم كوميدي فرنسي عن واقعة سرقة نعش الممثل الكوميدي الراحل تشارلي شابلن بعد فترة وجيزة من وفاته عام 1977. وقال يوجيني، نجل تشارلي شابلن، في مؤتمر صحفي إنه تردد في بادئ الأمر في التعاون مع المخرج خافيير بيفو في فيلمه "برنس أوف غلوري" "لأنني لم أر ما يدعو للضحك في سرقة نعش. لكن بعد مشاهدة أفلام بيفو قلت لم لا". ويتنافس 20 فيلماً على الفوز بالجائزة الكبرى المقرر الإعلان عنها الأسبوع المقبل.