بات السينمائي الايراني جعفر بناهي المدعو الدائم الى المهرجانات السينمائية الدولية الكبرى، الا انه لم يلب ايا من هذه الدعوات بسبب الحكم عليه بالسجن ست سنوات بعد ادانته بتهمة تصوير تظاهرات مناهضة للحكومة. فبعد مهرجان كان في ماي والبندقية في سبتمبر، يكرم مهرجان برلين بناهي من خلال عرض افلامه بالتزامن مع الاحتفال بذكرى الثورة الايرانية في طهران. وقد حكم على بناهي في ديسمبر الماضي بالسجن ست سنوات وبمنعه عن تصوير الافلام ومغادرة البلاد لمدة عشرين عاما بعد ادانته بتهمة «المشاركة في تجمعات وبدعاية مناهضة للنظام» من خلال تصويره تظاهرات نظمت ضد النظام الايراني في العام 2009. وجعفر بناهي البالغ الخمسين معروف بانتقاداته اللاذعة للاوضاع الاجتماعية وهو احد اهم مخرجي «الموجة الجديدة «في السينما الايرانية. وللمرة الثالثة في غضون اشهر قليلة ترك كرسي فارغا في افتتاح مهرجان برلين ليرمز الى المخرج الذي دعي الى المشاركة في لجنة التحكيم لكنه تخلف عن ذلك بسبب منعه من مغادرة بلاده. واكدت الممثلة والمنتجة ايزابيلا روسيليني التي ترأس لجنة التحكيم في الدورة الحادية والستين لمهرجان برلين «لا نزال نأمل بان يتمكن من المجيء. لم نتخل عن هذا الامل» مشددة على ان المهرجان اراد من خلال دعوته «اتخاذ موقف واضح مؤيد لحرية الفنان». وجعفر بناهي حائز جائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان والدب الفضي في مهرجان برلين والاسد الذهبي في البندقية. وقد اعتبر مدير المهرجان ديتر كوشليك انه نال «عقابا صارما جدا على فيلم غير موجود حتى». ويفيد انصار بناهي ان الحكم الصادر عليه اتى بالاستناد الى مشاهد لا تشكل فيلما. واعتبر الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي احد كبار داعمي المخرج الايراني ان تكريم المهرجان لبناهي «مهم» جدا. واوضح «هذا يسمح بالضغط على القضاء وعلى الضحية. لانه بالنسبة لبناهي ما من شيء يدفعه الى اليأس اكثر من شعوره بانه تم التخلي عنه». وتابع برنار هنري ليفي يقول ان «مهرجان برلن لا يكفي» داعيا «عالم السينما» الى الوقوف «خمس دقائق صمت تكريما لبناهي» الذي وضع في الاقامة الجبرية بعدما افرج عنه بكفالة اثر استئنافه للحكم الصادر في حقه. ويتوقع صدور قرار القضاء الايراني بحلول نهاية الشهر الحالي على ما افاد ليفي. وسيتمكن الجمهور في مهرجان برلين من مشاهدة فيلم «تسلل» الذي حاز جائزة في العاصمة الالمانية العام 2006 وهو يتناول قصة فتاة في ايران تتنكر بلبس صبيان لتتمكن من حضور مباراة لكرة القدم. ويتزامن العرض مع الاحتفالات الجمعة بذكرى انتصار الثورة الايرانية في 11 فبراير. والاسبوع المقبل ينظم مهرجان برلين نقاشا حول الرقابة بمشاركة سينمائيين ايرانيين امثال رافي بيتس الذي عرض له فيلم «ذي هانتر» (الصياد) في دورة العام الماضي وعلي صمدي احادي مخرج وثائقي عن التظاهرات التي تلت اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد رئيسا للبلاد العام 2009، بعنوان «الموجة الخضراء». وقال صمدي احادي المقيم في المانيا لمجلة «تيب» الصادرة في برلين ان «السينما الايرانية في حالة طوارئ لان الحكومة لا تدع الناس يعملون فعلا منذ العام 2009». لكنه حذر من ان «الحكومة تضرب حقوق شعبها عرض الحائط راهنا فلم لا تفعل ذلك ايضا بالمجتمع الدولي؟».