الحدائق والساحات الخضراء التي كانت تزين حي أناسي بالدارالبيضاء تحولت إلى بقع جرداء، أغلبها انقرض وعوضتها أكياس بلاستيكية مملوءة بالأزبال والفضلات. النظام الذي كان يتميز به الحي عند إنشائه تحول إلى فوضى عارمة بسبب انتشار الباعة المتجولين والعربات المجرورة والمدفوعة التي تقطع الطريق على المواطنين. حي أناسي هو واحد من الأحياء الحديثة العهد بمدينة الدارالبيضاء. أنشئ هذا المركب السكني لتمكين فئة عريضة من المواطنين وخاصة صغار الموظفين من الشباب سكنا لائقا. وقد حقق المشروع في بدايته نجاحا كبيرا نتيجة توفره على المرافق الادارية كالمؤسسات التعليمية وإدارة خاصة بالأمن بالاضافة إلى الساحات الخضراء والأشجار التي كانت تضفي عليه لمسة من الجمال. مع توالي السنين بات يعرف هذا الحي عدة مشاكل بسبب الفوضى العارمة والمتمثلة في انتشار العربات المجرورة التي تجوب الشوارع والأزقة ناهيك عن سطو المحلات التجارية والمقاهي على الرصيف مما يلزم المارة على السير وسط الطريق معرضين أنفسهم لخطر السيارات والحافلات. أما الباعة المتجولين كالفراشة فقد احتلوا ساحات وأزقة مجبرين بذلك أصحاب السيارات على تركها بعيدا عن مقر سكناهم بل حتى المصلين صاروا يجدون صعوبة في ولوج المسجد زد على ذلك بائعي النقانق الذين ما أن تشرف الشمس على المغيب حتى يشرعوا في نشاطهم كل في ناحية فترى الدخان منبعثا من عرباتهم هنا وهناك. صار الحي أشبه بمركز قروي بعد أن كان امتداد حضريا للعاصمة الاقتصادية.