في ندوة احتضنتها ثكنة الوقاية ب «الشهداء» الوقاية المدنية: الممثلة آمال لم تجر أي اتصال هاتفي من تحت الأنقاض القائد الجهوي: التجهيزات المستغلة في فاجعة بورگون لم يتم تعميمها بعد في دول أوربية!! «هل أنتم راضون عن العمل الذي أنجزتموه خلال عمليات الإنقاذ في كارثة بورگون.. وهل الوسائل التقنية التي استعملتم، والتي وصفتموها بأنها غير معممة حتى في أوربا، أدت دورها في هذه الكارثة…»، كانت هذه عينة من الأسئلة التي طرحها بعض الصحافيين خلال الندوة التي أعقبت عمليات الانهيار، والتي أتت في اليوم الحادي عشر على فاجعة العمارات الثلاث بزنقة المهدي بنبركة. فعكس ما تم تداوله على نطاق واسع، من أن الممثلة آمال معروف، ضحية انهيار عمارات بوركون، كانت قد ظلت تجري اتصالات هاتفية مع بعض أفراد أسرتها أو أصدقائها من أجل طلب الإغاثة، وإيجاد منفذ للنجدة، (عكس) ذلك نفى القائد الجهوي للوقاية المدنية وبعض المسؤولين أن تكون الأرقام الهاتفية للضحية صدرت عنها أية مكالمات، وأن آخر اتصال من هاتفها يعود إلى ساعة ونصف قبل انهيارعمارات بورگون… كان هذا التصريح لمسؤول الوقاية المدنية بجهة الدارالبيصاء جوابا على استفسار جوبه به خلال الندوة الصحافية التي عقدتها وزارة الداخلية مساء أول أمس الاثنين، وترأسها مسؤولو قيادة الوقاية المدنية بجهة البيضاء، للرد على ما أسماه منظمو الندوة «مغالطات» لوسائل الإعلام خلال تغطيتها للفاجعة.
ففي لقاء اتخذ شكل ندوة لطرح مجموعة من المعطيات وشرح العديد من الملابسات المحيطة بعمليات الإنقاذ في فاجعة انهيار العمارات الثلاث بزنقة المهدي بنبركة بحي بورگون، وحضرها والي ولاية الدارالبيضاء خالد سفير وعامل عمالة مقاطعات أنفا، ورئيس جماعة الدارالبيضاء ورئيس الجهة ورئيسة مقاطعة أنفا، وعدد من المسؤولين الإداريين، اختارت القيادة الجهوية للوقاية المدنية بسط وجهة نظرها إزاء عمليات الإنقاذ والآليات التي تم اعتمادها، ومختلف المراحل التي قطعتها منذ التحاق أول فرقة من الوقاية المدنية إلى مكان الانهيار، الذي قال القائد الجهوي إنه وقع في حدود الساعة الثانية وتسع وأربعين دقيقة من صباح الجمعة التي شهدت وقوع الفاجعة. كانت البداية بقراءة الفاتحة على أرواح الضحايا الثلاثة والعشرين الذين لقوا حتفهم تحت الأنقاض، مع الدعاء للمصابين بالشفاء العاجل.
الندوة الصحافية التي خصصت للتسليط الضوء على حادث الانهيار، تضمنت مداخلات المصالح الإدارية والتقنية المعنية، مع شرح طريقة اشتغال الوقاية المدنية، واستعراض المعدات المتطورة التي تم استخدامها في هذه الحادثة. وكان عمل الوقاية المدنية قوبل بالعديد من ردود الأفعال والانتقادات، التي وضعت أسلوب عمليات الإنقاذ، تحت المجهر، لاسيما أنها استمرت ثلاثة أيام، ظل خلالها عدد من الأشخاص تحت الأنقاض، ما جعل بعض الآراء تذهب إلى أن طريقة التدخل وعمل الوقاية المدنية، «اتسم بالبطء، وعدم الفعالية»، وهو ما فنده المتدخلون في ندوة الوقاية المدنية التوضيحية. فالمسؤولون في الوقاية المدنية، سردوا على أسماع الحاضرين روايات مغايرة تماما لتلك التي تم تداولها في وسائل الإعلام، خاصة في مجريات وفاة الممثلة أمال معروف تحت الأنقاض، التي قيل إنها ظلت تتصل عبر الهاتف طلبا للنجدة، وهو ما لم يثبت من خلال ما أكده القائد الجهوي والقائد الميداني الذي أشرف على عمليات الإنقاذ وانتشال الضحايا، وكذلك بعض المسؤولين الإداريين الذي طرحوا وجهة نظر في الساعات التي تلت حادثة الانهيار. القائد الجهوي للوقاية المدنية، نفى بسكل قطعي أن يكون أي شخص قد ربط الاتصال بالممثلة الراحلة «أمل معروف» وهي محاطة بالأنقاض أو اتصلت به، مؤكدا أن الأمر اختلط على الكثيرين، ففي الوقت الذي كان يجري فيه الحديث عن ابتسام، وهي الناجية الوحيدة من أسرة قضى كل أفرادها في الانهيار، وتم إنقاذها هي لتكون الناجية الوحيدة من بين أفراد أسرتها، أردف القائد الجهوي «عبد العلي غدوال» أن «الجميع اعتقد أن الممثلة آمال معروف كانت على قيد الحياة، وأن عناصر الوقاية المدنية، تأخروا في إنقاذها إلى أن فارقت الحياة اختناقا»، حيث قال إن جثتها عند انتشالها كانت قد دخلت مرحلة التعفن، ما يؤكد – حسب رأيه – أنها توفيت مباشرة بعد الانهيار..!
المسؤولون، في حالة الممثلة آمال، ذهبوا إلى أبعد مدى حيث قالوا إن شركة الاتصالات من شأنها أن تكشف عن جميع الاتصالات التي صدرت من الرقمين اللذين كانت تملكهما الممثلة الضحية والكشف عن لائحة المكالمات التي ربطتها أمال، مؤكدين، أن الأبحاث التي لديهم، تؤكد أن آخر مكالمة تعود إلى أزيد من ساعة قبل انهيار العمارات الثلاثة. وحتى إن ربطت الاتصال من هاتف آخر فسوف يتم كشف ذلك.. الوقاية المدنية بجهة البيضاء دافعت باستماتة عن عملها وتضحيات عناصرها خلال فاجعة بوركون، بدءا من الاستعانة بدعم الوحدة المتنقلة الوطنية القادمة من الرباط، والوحدة المتنقلة القادمة من جهة سطات، مع تخصيص 263 عنصرا، ضمنهم 9 ضباط سامون، 26 ضابطا مأمورا، 28 طبيبا متخصصا في طب الحوادث، و400 عنصر من الحصيص للتدخل الإضافي، ضمنهم عناصر من مختلف الرتب، إضافة إلى التجهيزات التي قال القائد الجهوي إن بعضها لم يتم تعميمه بعد حتى ببعض الدول الأروبية، وهو ما قامت الوقاية المدنية باستعراضه أمام ممثلي وسائل الإعلام والمسؤولين بالدارالبيضاءء.. يذكر أن فاجعة بورگون خلفت مقتل 23 ضحية، ضمنهم: 10 ذكور، و13 أنثى، إضافة إلى 54 جريحا ومصابا، من بينهم 19 حالة كانت قد وصفت بالخطيرة، تلفت جميعها العلاج، حيث لم يحتفظ منها إلا ب 4 حالات مازالت في طور العلاج. أحداث.أنفو 0 الدار البيضاء : رشيد قبول