خرجت القيادة الجهوية للوقاية المدنية بالدارالبيضاء، أخيرا، عن صمتها للحديث عن حصيلة فاجعة انهيار ثلاث عمارات بحي بوركون، وشرح تفاصيل عمليات الإنقاذ التي قامت بها عناصر الوقاية المدنية لانتشال جثث الضحايا. (الصديق) وأكد القائد الجهوي، عبد العالي غدوال، خلال ندوة صحفية، نظمت مساء أول أمس الاثنين، بمقر ثكنة القيادة الجهوية للوقاية المدنية بالدارالبيضاء، أن مصالح الوقاية المدنية استعملت في حادث بوركون أجهزة متطورة من شاحنات للتنقيب والإنقاذ مجهزة بآليات حديثة ذات تقنيات وتجهيزات عالية ومتطورة لم يتم تعميمها بعد بأوروبا والدول المتقدمة. وأفاد القائد الجهوي أن تلك الوسائل اللوجستيكية تتوفر على راصد للذبذبات وللموجات والتحركات، وكاميرا متحركة متطورة لرصد الضحايا تحت الأنقاض، و"تيلي متر لايرز"، وهو جهاز راصد لتصدع البنايات ومنذر للانهيار قبل وقوعه، باعتماد منبه صوتي يصدر عنه لتفادي سقوط ضحايا جدد، إضافة إلى استعمال آليات للجر والدفع والقطع. ونفت سلطات ولاية جهة الدارالبيضاء ومصالح الوقاية المدنية أن تكون الممثلة آمال معروف أجرت أي اتصال هاتفي من تحت الأنقاض قبل وفاتها، حسب ما أكده يوسف شكور، مدير قطب التهيئة والتعمير والبنيات التحتية بولاية الدارالبيضاء. وأضاف شكور أن مصالح الولاية فتحت تحقيقا في الموضوع، وتبين لها أن آخر اتصال أجرته الضحية أمل كان ساعة ونصف قبل وقوع الحادث، وأنه لم يثبت إجراؤها أي اتصال من الرقمين الذين تتوفر عليهما بعد الحادث مع أي شخص آخر. من جهته، كشف عبد العالي غدوال، القائد الجهوي للوقاية المدنية بالبيضاء، "أن جد الضحية أمال معروف متقاعد في صفوف الوقاية المدنية، وسمح له بالتدخل رفقة عناصر الوقاية المدنية وتكلم مع إحدى الضحايا من عائلته عبر الهاتف اسمها ابتسام وليس أمال". وأضاف قائد الوقاية المدنية أنه من أجل التأكد من صحة المعلومات سيجري الرجوع إلى شركة الاتصالات الهاتفية لضبط آخر المكالمات، مشيرا إلى أن "أمال لو كانت حية خلال 48 ساعة على انهيار العمارة لما جرى إخراج جثتها متعفنة". من جهة أخرى، قال غدوال "فور وقوع الحادث، انتقلت عناصر الوقاية إلى عين المكان، وجرى إشعار قاعة المواصلات الجهوية التي تكلفت بتعميم عملية الإشعار على الصعيد الجهوي ومركز اليقظة والتنسيق الجهوي التابع لولاية الدارالبيضاء الكبرى والمصالح الأمنية للقيام بالمتعين، كل حسب اختصاصه وتوظيف خلية الأزمات، إذ بوشرت على الفور عمليات الإنقاذ، وإخلاء المساكن المجاورة لتفادي أي انهيار وإنقاذ المصابين وإسعافهم ثم إحالتهم إلى المستشفيات، خاصة مستشفى مولاي يوسف وابن رشد لتلقي العلاجات الضرورية". وأضاف القائد الجهوي أنه نظرا لهول الحادث وكثرة المصابين، جرى إرسال عناصر أخرى وآليات لوجيستيكية بدءا بالوحدة الوطنية المتنقلة بالرباط، وكذا الوحدة المتنقلة الجهوية لجهة الشاوية ورديغة. وأشار المتدخلون إلى أنه شارك في عملية الإنقاذ 263 عنصرا من الوقاية المدنية، وتسعة ضباط سامون، و26 ضابطا مأمورا، وستة أطباء ميدانيين، كما شاركت جهة الدارالبيضاء بحوالي 400 عنصر من رتب مختلفة. وأكد المتدخلون استعمال عشر شاحنات للإغاثة والإطفاء، و16 سيارة إسعاف، منها ثلاث سيارات طبية مجهزة، وأربع شاحنات لنقل العناصر ضمانا للديمومة وللتناوب على مدار الساعة، ومركز قيادة متحرك وسيارة للإنقاذ، وخلية من الكلاب المدربة، وعشرين سيارة خفيفة، وشاحنة للإنارة، وشاحنة جر. وأضاف المتدخلون أنه كإجراء وقائي، وفي إطار الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين وممتلكاتهم مازالت إلى حد الساعة فرقة للوقاية المدنية مرابضة بعين المكان، مؤازرة بالسلطات المحلية والأمن الوطني والقوات المساعدة، ومكونة من خلية للتنقيب والإنقاذ وسيارتين للإسعاف وشاحنتين للتنقل وشاحنة للإطفاء. ونظم مسؤولو الوقاية المدنية جولة في مختلف أرجاء الثكنة لإطلاع الإعلاميين على مختلف المعدات والأجهزة التي استعملت في عمليات الإنقاذ، والتي اعتبرت حديثة ومتطورة. وحضر الندوة الصحفية، والي الجهة، وعامل مقاطعة أنفا، وعمدة المدينة، ورئيس مجلس الجهة، ورئيس مجلس العمالة، ورئيسة مقاطعة أنفا، إضافة إلى عدد من المسؤولين في الإدارة الترابية وبعض المنتخبين. يشار إلى أن خلال النقاش وجهت انتقادات لاذعة من طرف وسائل الإعلام إلى مسؤولي الوقاية المدنية، همت بالأساس عدم وجود آليات تقنية متطورة، خلافا لما جاء على لسان القائد الجهوي، وعدم إنقاذ حياة عدد من المواطنين الذين ظلوا يتصلون بهواتفهم المحمولة تحت الأنقاض.