خرجت القيادة الجهوية للوقاية المدنية لجهة الدارالبيضاء الكبرى عن صمتها في النقاش الذي أثير حول عدم إنقاذ الممثلة آمال معروف، التي قيل آنذاك إنها ظلت على قيد الحياة لحوالي 9 ساعات بعد حادث انهيار العمارات الثلاث بحي بوركون في الدارالبيضاء. وقال عبد العالي غدوال، القائد الجهوي للوقاية المدنية لجهة الدارالبيضاء الكبرى، مساء الإثنين، إن كل ما قيل عن الفنانة الراحلة هو مجرد اختلاق للقصص، وأن الضحية توفيت ساعة وقوع الانهيار وفق تقرير الطب الشرعي، حيث وجدت جثتها في حالة تعفن متقدمة، تنفي الرواية التي تقول إنها ظلت على قيد الحياة إلى يوم السبت 13 يوليوز الجاري. وأوضح المسؤول الجهوي على جهاز الوقاية المدنية بالدارالبيضاء، أنه كان هناك لبس في هوية الناجية الوحيدة في الطابق الثاني في العمارة الثالثة التي انهارت في الحادث، والتي تم إخراجها على الساعة الثانية بعد زوال يوم الجمعة. وأضاف غدوال أن جد الفنانة الراحلة، وهو عنصر سابق متقاعد في الوقاية المدنية، قد تكلم مع الناجية معتقدا أنها آمال معروف قبل أن يتبين أن الأمر يتعلق بناجية ابتسام. القائد الجهوي للوقاية المدنية لجهة الدارالبيضاء الكبرى، اختار التحدث بلغة الأرقام للرد على كل الانتقادات التي وجهت لجهاز الوقاية المدنية، من طرف نشطاء جمعويين وسكان المنطقة، وذلك بشأن طريقة تعاطيها مع كارثة انهيار عمارات بوركون التي أودت بحياة 23 ضحية من ضمنهم 13 من النساء. غدوال، وفي لقاء صحفي عقده بمقر ثكنة الوقاية المدنية الكائن مقرها بشارع الفوارات قرب مقبرة الشهداء في العاصمة الاقتصادية، نفى أي تقصير من قِبل جهاز الوقاية معتبرا أن هناك بعض الآليات التي تم تخصيصها في التعامل مع حادث الانهيار لا توظف حتى في أوربا. هذه الآليات التي لا تستعملها الدول الأوربية واستعملتها القيادة الجهوية في كارثة انهيار بوركون، عدَّدها القائد الجهوي للوقاية المدنية لجهة الدارالبيضاء الكبرى، في جهاز راصد للدبدبات والموجات والتحركات، وكاميرا متحركة جد متطورة لرصد الضحايا تحت الأنقاض. الأجهزة التي لا تستعملها أوربا تضم أيضا، وفق تأكيدات عبد العالي غدوال، جهاز تيلي متر لايزر الراصد لتصدعات البنايات والذي يمكن من التحذير بقرب حدوث الانهيار قبل وقوعه، إلى جانب آليات الجر والدفع والقطع، والتي يتم استعمالها تحت الأنقاض إلى جانب العديد من التجهيزات الأخرى المتطورة والحديثة. كما استعانت عناصر الوقاية المدنية التي تجاوز عددها 280 عنصرا، من بينهم عناصر من الوحدة المتنقلة للوقاية المدنية للرباط المتخصصة في التعامل مع كوارث الانهيارات والزلازل، والوحدة المتنقلة الجهوية لمنطقة الشاوية ورديغة التي يوجد مقرها في سطات، للتعامل مع الكارثة، يقول غدوال. ولدى استعراضه للأهداف التي وقفت وراء اتخاذ قرار الاستعانة بهذه الفرقتين، أوضح مسؤول الوقاية المدنية في تدخله خلال الندوة الصحفية التي حضرها خالد سفير والي الدارالبيضاء الكبرى ومحمد ساجد عمدة مجلس مدينة الدارالبيضاء، أن استدعاء فرقتي الرباطوسطات جاء "نظرا لهول الحادث وكثرة المصابين المسجلين في فترة قصيرة ليتم إرسال تعزيزات بشرية ولوجيستيكية بدءا بالوحدة الوطنية المتنقلة للتدخل من الرباط التي حلت بعين المكان على الساعة 5 و40 دقيقة صباح يوم الجمعة ووحدة سطات المتنقلة التي حلت لمكان الكارثة على الساعة 5 و15 دقيقة.