أكد مسؤولون بالوقاية المدنية وولاية جهة الدارالبيضاء الكبرى، مساء أمس الاثنين، أن المصالح المعنية قامت بتسخير موارد بشرية ووسائل لوجستيكية مهمة لإنقاذ ضحايا حادث انهيار العمارات الثلاث بحي بوركون بالدارالبيضاء، واتخاذ التدابير المتعلقة بالمصاحبة الاجتماعية لتقديم المساعدة اللازمة للأسر المتضررة. وذكر المتدخلون، في لقاء مع الصحافة عقد بمقر المديرية الجهوية للوقاية المدنية بحضور والي جهة الدارالبيضاء الكبرى عامل عمالة الدارالبيضاء خالد سفير، وعامل عمالة مقاطعات الدارالبيضاء أنفا كريم قاسي لحلو، ورئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء محمد ساجد وعدد من المسؤولين المحليين والمنتخبين، أنه تمت، في هذا الإطار، تعبئة جهود مختلف المتدخلين من وقاية مدنية، وسلطة محلية، ومصالح طبية، وتعاون وطني، وبعض فعاليات المجتمع المدني، فضلا عن تسجيل انخراط الساكنة وبعض جمعيات الحي في إنقاذ بعض المنكوبين الأحياء قبيل وصول فرق التدخل المختصة.
وأوضح عبد العالي غدوال ، القائد الجهوي للوقاية المدنية بجهة الدارالبيضاء الكبرى، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الوقاية المدنية عملت على تسخير الوسائل البشرية واللوجستيكية المتاحة في إنقاذ وإخراج ضحايا حادث انهيار البنايات الثلاث من الأحياء والأموات، مبرزا أنه تم لحد الآن تسجيل 23 قتيلا في هذا الحادث، و54 جريحا لم يبق منهم إلا 4 جرحى متواجدين بالمستشفيات.
وأضاف غدوال أن فرق الإنقاذ لا زالت مرابطة في مكان الحادث تحسبا لأي طارئ ولاحتمالات أمنية، مشيرا إلى أنه تمت في هذا الإطار تعبئة شاحنتين، إحداهما للإطفاء والأخرى للإنقاذ، وسيارتين للإسعاف وشاحنة للتنقيب في انتظار ما ستؤول إليه الدراسات العلمية المستفيضة والمنجزة حاليا من طرف السلطات المختصة.
وأكد القائد الجهوي للوقاية المدنية أنه تم، منذ الوهلة الأولى للحادث وإلى الآن، تعبئة 304 من عناصر الوقاية المدنية من الدارالبيضاء وبعض المناطق المجاورة مع حصيص إضافي لجهة الدارالبيضاء الكبرى ب 400 عنصر، أي تعبئة ما مجموعه 760 عنصرا لهذه العملية.
وبعد أن أشار إلى أن الآليات المستعملة في هذه العملية تمثلت على الخصوص في 16 سيارة للإسعاف منها ثلاث طبية، وعشر شاحنات للإطفاء والإنقاذ، وشاحنتين للتنقيب والبحث تحت الأنقاض ذات تقنيات عالية، ذكر غدوال أن هاتين الشاحنتين تتوفران على آخر ما تم ابتكاره في عالم التنقيب، ولم يتم تعميمها حتى على المستوى الأروبي حاليا، مبرزا أن المديرية العامة للوقاية المدنية اقتنت هاتين الشاحنتين، اللتين تصل قيمة الواحدة منهما إلى تسعة ملايين درهم.
من جهتهم، أكد مسؤولون بالولاية، في هذا الإطار، أن أول عملية استعجالية في إطار المصاحبة الاجتماعية تم التركيز فيها على الاستقبال والاستماع للضحايا وأسرهم وذويهم.
وأكد المتدخلون أنه تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وعلى إثر الزيارة التي قام بها جلالته لموقع الحادث وللمستشفى الجامعي ابن رشد والمستشفى الإقليمي مولاي يوسف في 11 يوليوز الجاري، استفادت العائلات المتضررة من شقق سكنية مزودة بالتجهيزات الاساسية بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي.
وأضافوا أنه في إطار التدابير الوقائية، ودرء لخطر الانهيار المحتمل، قامت السلطات المحلية بطلب إنجاز الخبرة التقنية على 11 عمارة قد تكون مهددة بالانهيار، تم إخلاء 6 عمارات منها تضم 28 أسرة مكونة من حوالي 88 فردا، كما قامت مصالح العمالة بإيواء غالبية هذه الأسر مؤقتا بمركز استقبال الرياضيين ببوركون.
كما أشار المتدخلون إلى أنه تم التكفل بتقديم وجبات يومية للإفطار والسحور لفائدة الأسر المتضررة التي استفادت كذلك من عمليات توزيع حصص من المواد الغذائية والأفرشة والأغطية، فضلا عن تقديم المساعدات الضرورية لتسهيل المساطر الإدارية وتوفير الدعم اللازم لدفن الضحايا، والتكفل بنقل جثث تسع ضحايا وذويهم إلى الأقاليم التي ينحدرون منها.