قبيل أيام معدودة من حلول الشهر الفضيل، كانت امرأة مسنة تدعى «فاطمة» ذات الأربعة والسبعين من عمرها منهمكة في إحضار وجبة الفطور، وإذا بها تسمع ثلاث طرقات على باب منزلها بقلب عاصمة المملكة الرباط، وتحديدا بشارع علال بن عبد الله، حوالي العاشرة صباحا. سارعت لفتح الباب ومعرفة الطارق، لكنها تفاجأت بشخص أسود البشرة قوي البنية، يقوم بدفع الباب بقوة، ما نتج عنه تكسير السلسلة الحديدية، التي تربط الباب بالإطار والتي كانت مقفلةُ، ثم داهم البيت بعنف وانقض على الضحية، حيث دفعها داخل المنزل ووضع يده على فمها بغرض منعها من الصراخ، والاستنجاد بالجيران أو المارة. بلكنة افريقية ممزوجة بالفرنسية والعربية ردد المتهم ثلاث مرات على مسامع الضحية «لفلوس .. لفلوس..لفلوس» وهي ترتعش من شدة هول الواقعة، أحكم إغلاق الباب الخارجي عليها حتى لا يفاجأ بأي شخص من عائلتها، أو أحد جيرانها قد يقتحم عليه المنزل، ويفسد عليه عمليته الوحشية، ثم انطلق في تنفيذ مخططه الإجرامي من خلال تكبيل يديها إلى الخلف، وتكميم فمها بواسطة قماش، قبل أن يعمل على تجريدها من جميع ملابسها الداخلية، ويغتصبها من خلال ممارسة الجنس عليها، تحت التهديد بواسطة السلاح الأبيض الذي جلبه من مطبخها، إلى أن أشبع غريزته الجنسية وقضى وطره، لحظتها انتقل إلى الشق الثاني من تنفيذ مخططه الإجرامي. «الفلوس.. الفلوس..» وهو يشير بيده بحثا عن مكان وجودها، إلى أن دلته الضحية بعينيها نحو الدولاب، لأنها مكبلة اليدين ومكممة الفم، ثم شرع في تفتيشه بعد أن بعثر كل ملابسها والأغراض التي كان يحويها بداخله، قبل أن يعثر على حافظة نقودها التي كانت تحتوي على ألف درهم بداخلها، إضافة إلى هاتفها النقال، ثم تركها مربوطة اليدين ومكممة الفم ثم غادر المنزل إلى وجهة غير معلومة. لحظتها قاومت الضحية من أجل فك وثاقها حيث تطلب منها ذلك أزيد من ساعة، بعد ذلك توجهت إلى دائرة أمن حسان من أجل تقديم شكاية في النازلة. لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل عاود الظنين الكرة م رة أخرى بعد أن داهم منزلا آخر بشارع الجزائربالرباط، لكن ليس دائما تسلم الجرة، حيث تمكنت امرأة سبعينية من مقاومته، بعد أن أطلقت العنان للصياح والصراخ، حيث فر المتهم لكن أحد الحراس شاهده وهو يجري بعد أن سمع صراخ امرأة من أعلى مبنى العمارة، قبل أن يتعقبه أبناء الحي سالف الذكر، ويتمكنوا من إيقافه، وتسليمه لمصالح أمن الرباط. تم استقدامه إلى مقر الشرطة القضائية الولائية بالرباط، من أجل تعميق البحث معه في الأفعال الإجرامية التي اقترفها، بعد أن حاول في الوهلة الأولى التكتم عن تقديم أية بيانات عن هويته وجنسيته، لكن عناصر من فرقة الأخلاق العامة، التي أخضعته إلى تحقيق دقيق تمكنت من انتزاع اعترافاته بطريقة احترافية عالية، رغم أنه رفض تقديم أي معطى عن جنسيته، بحيث تبين من خلال التحريات معه، أنه يقطن بمدينة وجدة، ويتنقل بين مدن الرباط، طنجة، والدار البيضاء، بحيث من المرجح أن يكون قد اقترف أفعالا إجرامية مماثلة بالمدن المذكورة. الظنين أحيل أول أمس الاثنين على أنظار الوكيل العام، بعد أن وجهت إليه صكوك الاتهام، المتعلقة بالاحتجاز والاغتصاب، السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض، الهجوم على مسكن الغير والمشاركة، حيازة أشياء مشكوك في مصدرها، العلاقة الجنسية، والإقامة غير الشرعية.