قضت هيأة غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بأكادير صباح يوم الخميس الماضي، بمؤاخذة مرتكب جريمة جنان عزيزو المعرف ب " العسكري "، وذلك بتهمة محاولة الاغتصاب والقتل العمد مع تغيير ملامح الجريمة، والحكم على الظنين بالسجن المؤبد. وتعود فصول القضية إلى يوم الإثنين 20 مايو الماضي والتي ذهب ضحيتها مسن يبلغ من العمر 72 سنة ينحدر من منطقة الشياضمة وزوجته من مواليد سنة 1948، واللذان عثر عليهما جثتين هامدتين بمنزلهما من طرف إحدى بناتهما بعد أربعة أيام مضت عن تاريخ الجريمة، وذلك بعد أن داهمت المصالح الأمنية شقة الضحيتين في حالة تقشعر لها الأبدان حيث بدأت الجثتين في التحلل وتنبعث منهما روائح كريهة، مباشرة بعد ذلك خلص البحث الأولي بعين المكان إلى تحديد هوية مرتكب المجزرة البشعة، بحيث كانت كل أصابع الاتهام تشير إلى احد المكترين في شخص المتهم الرئيسي. إدانة المتهم جاءت بعد تأكيد اعترافاته التلقائية التي أدلى في جميع مراحل البحث التمهيدي سواء تعلق الأمر أمام الضابطة القضائية أو أمام الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بأكادير، أو تعلق الأمر إبان التحقيق التفصيلي أمام قاضي التحقيق بنفس المحكمة، أقرها أمام هيأة الغرفة الجنحية معترفا بجريمته، والتي بدأت فصولها حسب تصريحاته، من الباب الرئيسي للغرفة التي يكتريها فوق سطح البيت، حيث كان يقبع داخلها، وذلك قبل أن تفاجئه الزوجة المقتولة، طالبة منه تسديد ما بذمته من الديون كواجبات استخلاص ثمن كراء الغرفة، وهما على حالهما حيث تشبث الظنين بعدم الدفع لكونه لا يتوفر على المبلغ المطلوب من جهة، وتشبث صاحبة الشقة بالدفع الفوري للدين، الأمر الذي جعل الطرفين يدخلان في صراع ومشادات كلامية، وهما على حالهما. ونظرا لحالة الصراخ التي وصلت صداها للزوج، صعد هذا الأخير إلى السطح حيث النزاع الدائر بين المتهم والزوجة، حاملا عصا في يده، في هذا الوقت بالذات غادرت الزوجة المكان حيث عادت إلى شقتها أسفل الغرفة، تاركة الزوج في صراع مع المتهم، ونظرا لحالة السكر التي كان عليها الظنين، إضافة إلى محاولة الضحية إصابة المتهم بواسطة عصاه، تمكن هذا الأخير من السيطرة على الموقف بسحب السلاح من يد العجوز، بحيث لم يتمالك نفسه فسدد ضربات للعجوز على مستوى رأسه، قوة الضربات التي تلقاها المصاب. وفي محاولة منه لإنقاذ حياته من بين مخالب المتهم، فر هاربا نحو شقته عبر درج السطح إلى الأسفل. المتهم لم يبق مكتوف الأيدي، بل تابع العجوز من الخلف وهو يسدد له الضربات واحدة تلو الأخرى، إلى أن وصل بهو الشقة فخر أرضا، والحالة هذه وفي محاولة منها لإنقاذ زوجها بإجبار المتهم على ارتكاب حماقته في حق الزوج، تدخلت بطريقتها الخاصة، حيث قامت برشق المتهم بآنية، وذلك قبل أن تضع يدها بدورها على عصا دفاعا عن نفسها، لكن قوة المتهم كانت الأقوى، تغلب عليها وقام بتوجيه عدة ضربات مسترسلة للضحية على مستوى رأسها، فقدت على إثرها كل قواها فخرت جثة هامدة حيث لبت نداء ربها فسقطت جثة هامدة على بعد سنتيمترات فقط عن زوجها الذي بدوره فارق الحياة قبلها بدقائق. وبعد التخلص من ملابسه الملطخة بالدم وكذا الوثائق المسروقة والمفاتيح، عن طريق وضعه بإحدى حاويات النفايات غير بعيد عن الحي الذي وقعت فيه الجريمة، قرر الظنين مغادرة المدينة في اتجاه الدارالبيضاء بعد إشعار شقيقته بذلك، ليسدل الستار على جريمة جنان عزيزو بإحالة الظنين في حالة سراح صباح يوم الأحد ثاني يونيو الجاري على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بأكادير بتهمة جريمة مزدوجة والقتل العمد مع سبق الإصرار و الترصد وإخفاء معالم الجريمة والتنكيل بجثة، وهي نفس الاعترافات التي أكدها في جميع مراحل البحث والتحقيق ثم أمام غرفة الجنايات في جلسة علنية، لتتم إدانته بالحبس المؤبد على ما اقترفت يداه. موسى محراز _ الأحداث المغربية