انتقلت فتاة ثلاثينية من مدينة سلا، صوب مدينة سيدي علال البحراوي التابعة لعمالة الخميسات، رفقة خليلها، بحكم وجود زوجها بالسجن المركزي لسلا، يقضي عقوبة سالبة للحرية، من أجل اكتراء شقة فاخرة وتأثيثها وتحويلها إلى فخ لضحايا محتملين. فتاة شقراء، لها من الجمال ما يستهوي الراغبين في المتعة الجنسية، رسمت خطة بمعية خليلها، يستدرجان من خلالها ضحاياهما، وهي تتنقل على دراجة نارية من نوع "سكوتر"، وبمجرد أن تصادف أحد الراغبين في المتعة، تستدرجه إلى شقتها المفروشة، بحيث يعتبر "الزبون الضحية" أنه عثر على "الدجاجة بكامونها" بمنطقة تسمى الكاموني أي سيدي علال البحراوي، لكن الضحية بمجرد أن يدخل الشقة، ويبدأ في دردشة قصيرة من أجل التعرف عليها، حتى يفاجأ بالباب الخارجي يفتح بمفاتيح، لحظتها يحس المعني أنه قد وقع في ورطة، ولم يعرف ما يقدمه أو يؤخره لكي يجد لها مخرجا، خاصة عندما تصرخ الفتاة: «ناري رجلي جا.. ناري أش غاندير دابا». كمين مدروس بعناية وقع فيه الضحية، خصوصا لما دخل خليلها، ووجدها في وضعية شائكة برفقة رجل غريب، ولما سألها عن ضيفها، حاولت التمثيل كونها ترتعش من الخوف، وأنها تعرفت عليه صدفة وطالب أن يرافقها إلى البيت، خصوصا أنها لم تكن تعلم أن زوجها الذي هو خليلها سيعود فجأة، كونه اعتاد العودة متأخرا من العمل، قبل أن يعمل خليلها على إشهار السلاح الأبيض، ويقدم على تجريد الضحية من كل ما يتوفر عليه، من مال، هاتف نقال، ساعة يدوية، وكل الأغراض النفيسة القابلة للتصريف، ثم يطالبه بالرحيل قبل أن يطلب له عناصر الدرك الملكي إن هو عاد ثانية إلى هذا المنزل، أو حاول أن يلتقي "زوجته". على هذا المنوال استمرت الفتاة وخليلها في محاولة السطو على عشرات من ضحاياها، لكن ليس دائما تسلم "الجرة"، بحيث استدرجت المعنية خلال الأسبوع الأخير ضحية بنفس الطريقة إلى الشقة، وبينما كانا يتبادلان القبل سرعان ما دخل عليهما خليلها، وأشهر في وجهه سلاحه الأبيض، عبارة عن سكين من الحجم الكبير، لكن من حسن حظه أنه لم يكن بحوزته مال، لكنه سلمه هاتفين نقالين كانا بحوزته، ووعده أن يأتيه بالمال إن هو تركه يغادر الشقة بسلام، دون أن يصيبه بمكروه، وبمجرد أن تم إخلاء سبيله، توجه صوب مركز الدرك الملكي بجماعة سيدي علال البحراوي، لتقديم شكاية في الموضوع، بعد أن أحس أنه وقع في كمين النصب والاحتيال. باتفاق مع عناصر الدرك الملكي نصب الضحية كيمنا للنصابين. رافق الضحية عناصر من الدرك الملكي إلى الشقة من أجل منحهما المال كما هو متفق عليه، مقابل استرجاع هاتفيه النقالين، لأن واحدا منهما يبقى هاتف "المصلحة"، وبعد أن طرق الباب رفض الدخول تفاديا أن يحتجز أو يصاب بأي مكروه، ودخل في التفاوض معهما من أجل استرجاع هاتفيه النقالين، قبل أن تتدخل عناصر الدرك الملكي ويتم اعتقالهما في حالة تلبس، ليتم اقتيادهما إلى مركز الدرك الملكي لسيدي علال البحراوي للتحقيق معهما. وخلال مرحلة الاستماع إلى إفادتهما، بمركز الدرك، لم تجد الفتاة بدا من الاعتراف أنها على ذمة رجل معتقل بسجن سلا، يقضي عقوبة حبسية، ونظرا لأنها اعتادت حياة راقية، خططت هي وخليلها، من أجل مغادرة مدينة سلا، حتى لا يكتشف أمرهما، ثم قررا اكتراء شقة بسيدي علال البحراوي من أجل تنفيذ خططهما، من خلال استدراج ضحايا والسطو على أغراضهم، تحت وطأة التهديد بالسلاح الأبيض، أو تهديدهم بتقديمهم إلى مركز الدرك، لأن الضحية يتم النصب عليه، بادعاء أن خليلها يعتبر زوجها. الظنينان أحيلا نهاية الأسبوع المنصرم على أنظار الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالرباط، من أجل التهم الموجهة إليهما، والمتمثلة في تكوين عصابة إجرامية، والنصب والاحتيال، واستدراج ضحايا من أجل السطو على ممتلكاتهم، واستعمال السلاح الأبيض بدون مبرر قانوني، والفساد، والخيانة الزوجية.