سالفادور دي باهيا (البرازيل), 6-7-2014 (أ ف ب) اعتقد الجميع ان هولندا بترسانتها الهجومية الرائعة "ستمزق" كوستاريكا المتواضعة عندما تواجه الطرفان مساء السبت في الدور ربع النهائي لمونديال ,2014 لكن "لوس تيكوس" اثبت مرة اخرى انه منتخب لا يستهان به على الاطلاق بعدما جر رجال لويس فان غال الى ركلات "الحظ" الترجيحية التي انهت مشواره التاريخي. "لقد قمنا بعمل رائع خلال هذه الكأس", هذا ما قاله مدرب كوستاريكا الكولومبي خورخي لويس بينتو بعد خروج رجاله من نهائيات البرازيل اثر خسارتهم بركلات الترجيح امام هولندا 3-4 (صفر-صفر في الوقتين الاصلي والاضافي), مضيفا "العديد من الناس لم يؤمنوا بنا لكنهم رأوا انه بامكاننا تحقيق اشياء رائعة". وواصل بينتو الذي قاد "لوس تيكوس" الى ربع النهائي للمرة الاولى في تاريخهم, "واجهنا منتخبات عملاقة في كرة القدم ولم نخسر امامها حتى ونحن نودع البطولة الان. هذا امر هام للغاية بالنسبة لنا". واعتبر كثيرون بان منتخب كوستاريكا سيكون جسر عبور لثلاثة منتخبات توجت سابقا بطلة للعالم بعد ان اوقعته القرعة في مجموعة الموت, لكن المنتخب القادم من وسط اميركا قلب الطاولة على رأس الجميع بعد ان حصد الاوروغواي بطلة العالم مرتين 3-1 في مستهل مشواره في المونديال, قبل ان يسقط ايطاليا المتوجة اربع مرات 1-صفر, ثم فرض التعادل على انكلترا صفر-صفر في الجولة الاخيرة من الدور الاول. تصدر منتخب "لوس تيكوس" مجموعته وبلغ الدور الثاني للمرة الثانية بعد 1990 حيث تواجه مع اليونان بطلة اوروبا 2004 وتقدم عليها حتى الدقيقة الاخيرة من الوقت الاصلي رغم اكماله اللقاء بعشرة لاعبين, قبل ان يخطف رجال المدرب البرتغالي فرناندو سانتوس التعادل في الوقت القاتل, فاحتكم الطرفان الى التمديد ثم الى ركلات الترجيح التي انصفت كوستاريكا ومنحتها بطاقة العبور الى ربع النهائي للمرة الاولى حيث تواجهت مع عملاق اخر متمثل بالمنتخب الهولندي الذي دك شباك اسبانيا حاملة اللقب وبطلة اوروبا 5-1 لكنه لم يتمكن من الوصول الى شباك كايلور نافاس. "هولندا فريق قوي جدا لكننا تمكنا من مقارعتهم والبقاء على نفس المسافة معهم", هذا ما اشار اليه بينتو, مضيفا "اظهرنا انه بامكاننا تنظيم انفسنا, نملك تكتيكا جيدا ولم نكن ابدا خائفين بمواجهة عمالقة". وتابع بينتو الذي يشرف على كوستاريكا منذ 2011 بعد ان درب المنتخب ذاته بين 2004 و,2005 "اعتقد اننا اظهرنا صورة ايجابية جدا عن الكرة الكوستاريكية". وتميز المنتخب الكوستاريكي بدفاعه الصلب وروحه القتالية اضافة الى موهبة قائده براين رويس وجويل كامبل وكريستيان بولانيوس وبراعة حارسه كيلور نافاس. "قلت للاعبي فريقي باني فخور بهم والبلد باكمله فخور بهم. نحن فخورون لانهم قدموا كل شيء", هذا ما اضافه بنتيو الذي اشار الى ان "المسألة لا تتعلق بكرة القدم وحسب, بل بالسلوك وبالطريقة التي تصرفوا بها خلال جميع هذه المباريات". ومن المؤكد ان بينتو والكوستاريكيين بأجمعهم يتمنون ان لا يلقى منتخبهم نفس مصير منتخبات "صغيرة" تعملقت سابقا في النهائيات ثم اختفت مجددا عن الرادار مثل كوريا الشمالية التي تأهلت الى الدور الثاني من نهائيات 1966 على حساب ايطاليا (1-صفر) وتشيلي (1-1) قبل ان تخسر امام برتغال اوزيبيو في ربع النهائي 3-5 بعد ان تقدمت بثلاثية نظيفة, او الكاميرون التي فاجأت العالم عام 1990 حين اصبحت اول بلد افريقي يبلغ ربع النهائي (فازت على الارجنتين حاملة اللقب 1-صفر ورومانيا 2-1 في الدور الاول ثم كولومبيا 2-1 في الدور الثاني قبل ان تخسر امام انكلترا 2-3 بعد التمديد), او كوريا الجنوبية التي اطاحت عام 2002 بالبرتغال من الدور الاول (1-صفر وتصدرت مجموعتها) ثم بايطاليا (1-2) واسبانيا في الدورين ثمن وربع النهائي قبل ان ينتهي مشوارها في دور الاربعة امام الالمان (صفر-1).