«لافيش ديال المسرحية ما فيهاش تصاور الخياري وفهيد»، يقول أحد الشباب الحاضر لمتابعة عرض «مسرح الحي» الجديد «قضية فالبرقية» مساء يوم الجمعة الماضي بقاعة «ميغاراما» بالدار البيضاء.. ليضيف آخر بجانبه، «يعني أنهم ما كاينينش في هاد المسرحية..». غياب الخياري وفهيد عن «مسرح الحي»، كان المشهد الأول السابق لانطلاق أحداث المسرحية.. تلته مشاهد أخرى، تم فيها الحديث عن محتجزي تندوف..شباب 20 فبراير..الفيس بوك..الترامواي..حقوق الطبقة الشغيلة....الطمع.. وقضايا كبرى أخرى، كانت بعض مواضيع مسرحية «القضية فالبرقية» التي حضرها فريق «مسرح الحي» الجديد، اعتمادا على وصفة مختلفة تماما: ممثلون جدد على تركيبة الفريق، وديكور مختلف واعتماد نوعي على الموسيقى.. مشهد البداية، كان مع نجاة الوافي والمهدي فلان اللذين ظهرا وهما يشرحان لإبراهيم خاي دواعي قيامهما بوقفة للمطالبة بحقوق الطبقة الشغيلة.. في الوقت الذي بدا الأخير وهو ينصت بإمعان دون إغفال متابعته لمراحل طهي الخبز.. ومع ظهور جواد السايح حاملا على ظهره أكياس الدقيق، تعالت تصفيقات الحضور.. الحديث بين الأربعة كان قد اكتسى صبغة مطلبية، كسرت من جديتها بعض القفشات التي كان السايح يعتمدها في جزء الحوار المتعلق به.. وبظهور عبد الإله عاجل، شقيق صاحبة المخبزة التي تلعب دورها السعدية أزكون، يتخذ الحوار منحى سلبيا مختلفا عن سابقه.. تحافظ المسرحية على رتابة أحداثها، إلى حين التوصل ببرقية، وهي النقطة التي توخى فيها مؤلف العمل أحمد الزناكي، تشكيل عقدة العمل التي ربما ستلهب الحماس الجماهيري.. حيث يظهر الممثل نور الدين بكر باعتباره الزوج الأول، في محاولة لرفع إيقاع المسرحية، ليجد نفسه أمام وضع مختلف تماما عن ذلك الذي تركه سلفا: ارتباط الزوجة برجل آخر، وإيهام ابنها بأن الأخير هو والده في الوقت الذي يعد الأول هو الأب الحقيقي.. توسيع نشاط الفرن وتحويله إلى مخبزة عصرية، بفضل مجهودات الزوج الثاني.. ورغم أن قوة القانون تمنح الزوج الأول حق استرجاع زوجته، فإن مخرج المسرحية عبد الإله عاجل، ارتأى أن يجعل من نهاية الأحداث مفتوحة من خلال مشهد جمع الزوجة والزوجين الأول والثاني والمحامي.. حيث يبدو الزوج الأول متمسكا بزوجته وابنه ومحله التجاري، فيما يعلن الثاني انسحابه مجبرا بحكم القانون، في الوقت الذي تفجر الزوجة مفاجأة تتمثل في كونها حامل.. وفعلا كانت نهاية المسرحية وفية لعنوانها «القضية فالبرقية»، التي تظل فكرتها مطروقة في أعمال فنية أخرى.. فيما كانت نهاية العمل مفتوحة تاركة كامل الحرية للمتلقي، لتخيل مشهد ختام هذا العمل الجديد لفرقة «مسرح الحي» بتشكيلة ممثليه الجديدة: عبد الإله عاجل وحسن فلان ونور الدين بكر وجواد السايح وابراهيم خاي، وإضافة إلى سعيد لهليل والسعدية أزكون ونجاة الوافي والمهدي فلان.. «القضية فالبرقية»، جديد مختلف شكلا وموضوعا لفرقة «مسرح الحي»، الشهيرة بأعمالها التي حققت نجاحات جماهيرية وإيرادات مادية مهمة..ذلك ما ستكشفه الأيام المقبلة مع عروض أخرى، قد تحقق الصيت نفسه الذي حققته تشكيلة الفريق السابق لمسرح الحي.. إكرام زايد