مأساة بتنغير ، وثانية في وجدة ، وثالثة بضواحي برشيد واللائحة طويلة ، اختلفت المناطق والنتيجة واحدة، أكثر من 30 قتيلا في ظرف أسبوع واحد ، دماء تراق على الطرق، وضحايا يلقون حتفهم كل يوم في حرب غير معلنة ، بعد كل حادث تسارع الإعلانات الرسمية، لإلصاق التهم بتهور السائقين، أو الحالة الميكانيكية للعربات، لكن دائما تبقى بعض التفاصيل محجوبة عن الأنظار . مدونة السير جاءت للحد من من حوادث السير، وبالضبط بعد استفحال عدد ضحايا حافلات نقل المسافرين، مثل الحادثة التي وقعت بين الوداية ومراكش، وخلفت 20 قتيلا قبل سنوات، و كل الإتفاقات التي تمت بين الحكومة والمهنيين، وجميع بنود المدونة، تنص على أن الأخيرة تسعى لتقليص عدد ضحايا الحرب الطرقية ، لكن يبدو أن الشق الزجري فقط في المدونة هو الذي حظي بالأولوية، فيما تم إهمال الشق المتعلق بضمان حقوق السائقين المهنيين، وحماية المواطنين وضمان السلامة الطرقية لمستعملي الطرق بالمغرب 0 « السائق في حادثة تنغير كان نائما، وشهادة أحد الركاب الفرنسيين تفيد أنه رأى السائق، جد متعب وتبدو عليه علامات النوم، نتساءل اليوم كمهنيين أين جهاز ( الطاكيغراف) المخصص لمراقبة الزمن والسرعة، والذي يحدد ساعات العمل بالنسبة للسائقين، ولماذا تتماطل الوزارة في فرض الجهاز المذكور على أصحاب الحافلات ، وهل في الأمر نوع من إرضاء للباطرونا ؟ لا ندري » يقول عبد العالي خافي رئيس اللجان العمالية لنقل المسافرين 0 ويضيف عبد العالي « الحادثة وقعت في منطقة منسية، ليس فيها أي مراقبة للجهاز المذكور، والدوبلاج ليل نهار ، لتوفير سلامة المواطنين لابد من تطبيق المدونة بحذافيرها، ونحن كمهنيين نحمل مسؤولية الحوادث القاتلة في مجال نقل المسافرين لوزارة النقل، التي لم تلزم أرباب النقل باستعمال جهاز مراقبة السرعة وساعات العمل المحددة ، علما أن الجهاز موجود في كل الحافلات الحديثة، لكن أربابها يتعمدون عدم استخدامه ، من العيب والعار أن ترفع الوزارة يدها عن السائقين ، وهل هي متخوفة من أرباب النقل » ، اللوبي الذي يستغل الخطوط الطويلة، يرفض لحد الأن تفعيل مسألة توظيف سائقين في كل حافلة، ضمانا لتوفير ساعات عمل مناسبة وفترات راحة للسائقين، ويفضل الإعتماد على سائقين لمسافات طويلة ذهابا وإيابا 0 أعوان المراقبة الطرقية والدرك الملكي باتوا أمام فداحة الخسائر البشرية ملزمين بتطبيق مضامين المدونة، التي تلزم السائق بالعمل 4,5 ساعات، فقط ثم يرتاح ل 45 دقيقة ، ويعمل مجددا ل 4,5 ساعات مجددا بمجموع تسع ساعات في اليوم ، يرتاح بعدها 11 ساعة متصلة، لكن اليوم لايزال السائقون يعملون حوالي 13 أو 14 ساعة متواصلة دون فترات راحة، ولابد من إلزام أرباب النقل باستخدام (الطاكيغراف) وإلا فلا معني لتفعيل بنود مدونة السير وتجاهل البعض الأخر 0 وزير التجهيز والنقل كريم غلاب دعا لمزيد من التنسيق مشيرا الى اتخاذ « تدابير صارمة» في مواجهة عدم انتباه السائقين.مشددا على الضرورة الملحة لتفعيل مقتضيات المراقبة من أجل تحقيق نتائج ملموسة.وخصوصا لجنة اليقظة التي تنسق جهود المراقبة بين قطاعات النقل والدرك والشرطة، وتعزيز المراقبة على الطرق ويتعلق الأمر بتدابير مراقبة صارمة للعربات ولاحترام القانون، وخلص غلاب الى أن عمل الوزارة سينصب أساسا على محاربة قلة الانتباه لدى السائقين، من خلال تحديد عدد ساعات السياقة، وتفعيل تدابير مراقبة مدة السياقة في مجال النقل الطرقي . الوزير عزا حادثة تنغير التي وقعت صباح الخميس الماضي، الى غياب المراقبة « سواء نتيجة الاهمال أو الارهاق حسب المعلومات الأولية » مشيرا أن الوزارة تعتزم تنظيم دورات تكوينية تكميلية مجانية في مدونة السير لفائدة السائقين المهنيين، حيث سيتم تسليم رخصة مهنية للسائقين المنتقين للاستفادة من هذه الدورات. وبخصوص حصيلة الحوادث خلال عام 2010 ومنها ثلاثة أشهر لدخول مدونة السير حيز التنفيذ، تحدث غلاب عن انخفاض هام حيث سجل مقتل 3778 شخصا بينما بلغ العدد سنتين قبل ذلك 4100 قتيل، وأكد أن تحليل المؤشرات يفيد بتحسن عام في الوضع مقارنة مع عام 2009.