لاتزال حرب الطرق تحصد أرواح المواطنين على امتداد طرقات وشوارع البلاد، بمعدل 10 قتلى يوميا، مخلفة العديد من المآسي الإنسانية ذات الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية... ومتسببة في خسائر فادحة تعادل 11 % من الناتج الوطني الخام، جراء التهور ومخالفة قوانين السير، إضافة إلى السرعة وعدم التحكم والوضعية الميكانيكية لمختلف وسائل النقل. فخلال يوم الأربعاء الأخير فقط وقعت حادثة سير بطنجة خلفت قتيلا و ستة مصابين، وفي اليوم الموالي وقعت حادثة سير بإقليم تاونات، خلفت قتيلين و 28 مصابا ضمنهم 7 إصابات بليغة. وفي حصيلة لحوادث السير خلال السبعة الأشهر الأولى من السنة الجارية على المستوى الوطني، فقد سجلت38631 حادثة سير بنسبة ارتفاع مقارنة مع السنة الفارطة تقدر ب 1,55%، فارق على إثرها الحياة 2155 شخصا، بانخفاض يشكل 1,78%، في حين بلغ عدد الإصابات الخطيرة 6680 حالة بتراجع بنسبة 6,02%، بينما ارتفعت نسبة الإصابات الخفيفة حيث وصلت إلى 1,98% إذ بلغ عددها 50053. الإحصائيات ذاتها للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، سجلت خلال النصف الأول من السنة الحالية أن عدد حوادث السير المسجلة على صعيد جهة الدارالبيضاء الكبرى بلغ 7841 حادثة، بارتفاع مقارنة مع السنة الفارطة وصل إلى 1,70%خلفت 177 قتيلا، أي بانخفاض 1,67%بينما بلغ عدد الإصابات الخطيرة 415 حالة بارتفاع بنسبة 1,22%، ووصلت الإصابات الخفيفة إلى 9642 حالة بارتفاع 0,85%. وسجل شهر يونيو لوحده وقوع 1468 حادثة سير على صعيد الجهة، مخلفة وفاة 33 قتيلا و 74 جريحا في حالة خطيرة، فيما سجلت 1860 إصابة طفيفة خلال نفس الحوادث، معلنة ارتفاع نسبة وقوعها دائما مقارنة مع السنة الفارطة بنسبة وصلت إلى 7,39%. أرقام أولية في غياب حصيلة مضبوطة تشمل شهري يوليوز وغشت اللذين يعرفان حركة سير وجولان مكثفة على مختلف طرقات البلاد، بفعل وفود ومغادرة المهاجرين المغاربة المقيمين بالخارج للمغرب، والتي تعذر الحصول عليها من مديرية الطرق التي يرن هاتفها دون جدوى. هاته الأرقام التي تبين أن الدماء المغربية لاتزال تسيل على إسفلت الشوارع، في غياب ثقافة طرقية لدى البعض واستمرار غض الطرف من البعض الآخر!