أكدت حادثتا السير اللتان وقعتا في طنجة وطريق الحسيمة الطابع الكارثي لظاهرة حوادث السير في المغرب. ويستفاد من معطيات رسمية أن حوادث السير في بلادنا الأعلى في العالم وتخلف يوميا حوالي 11 قتيلا وخسائر تقدر ب 5،2% من الناتج الداخلي الخام (5،11 مليار درهم). وفي سنة 2008 تم بلوغ العتبة الرمزية بسقوط 4000 قتيل في حرب الطرق، مما يجعل هذا العدد يفوق عدد ضحايا حرب أفغانستان. وحسب نفس المعطيات ، تم في هذا الصدد تسجيل أزيد من 417 قتيل في حوادث السير في شهر يوليوز فقط من السنة الجارية. ورغم أن الأرقام التي توردها اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير تبين التراجع الطفيف لحوادث السير المقدر ب 69،0% خلال الخمسة أشهر الأولى من هذه السنة، فإن هذا الرقم يبقى عاليا بنسبة 15% مقارنة مع ما تم تسجيله في نفس الفترات سنوات 2004 حتى 2008. حتى الآن، وحسب المعطيات الرسمية، لا توجد أية مؤشرات للحد من ظاهرة حرب الطرق التي ما فتئت تحصد يوميا عشرات الأرواح. ورغم تجديد حظيرة الشاحنات والتدابير المتخذة من طرف السلطات العمومية فإن الظاهرة مستمرة وتزداد خطورة. بالمقابل أعلن رئيس المنظمة الدولية للسلامة الطرقية، أن الدول الأوروبية تمكنت من تخفيض عدد حوادث السير بنسبة 20% خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وفي فرنسا مكنت رخصة السياقة الجديدة من الحد من حوادث السير والضرب بصرامة على يد كل المتسببين في الحوادث.