كشف كريم غلاب، وزير النقل والتجهيز، عن أرقام مخيفة لحرب الطرقات في المملكة، وقال في ندوة صحفية عقدها على هامش تقديم وصلة إشهارية تحسيسية تحمل اسم القناع، للتحسيس بمخاطر قانون السير الحالي، إن حرب الطرق أودت سنة 2007 بحياة 3338 شخصا، داعيا إلى احترام قانون السير حفاظا على أرواح المواطنين. هذا وارتفعت حوادث السير في المغرب خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية بنسبة 14 في المائة، مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، وتخلف حرب الطرق في المغرب 3600 قتيل، بمعدل عشرة قتلى يوميا وكلفة تقدرها وزارة النقل والتجهيز ب11 مليار درهم. وبدا غلاب متفائلا، صباح أمس الأربعاء، وهو يطلق عملية التواصل التحسيسية بمخاطر الطريق برسم السنة الجارية، وقال إنه واجه صعوبات في إقناع النواب البرلمانيين من الأغلبية والمعارضة الرافضين لمشروع مدونة السير التي تقدمت بها وزارته، مضيفا أنه يحاول جاهدا كمسؤول حكومي إقناع النواب البرلمانيين بمشروع مدونة السير الجديدة، وقدرة هذا المشروع على تأهيل قطاع النقل والحد من حوادث السير، بالنظر إلى مشاكل القطاع المرتبطة بالبنيات التحتية الطرقية والوضعية الاجتماعية للعاملين به. وقال غلاب إن حصيلة حوادث السير الجسمانية برسم سنة 2007، مقارنة مع سنة 2006، سجلت زيادة بنسبة 8,13 في المائة، وأن عدد الحوادث انتقل من 54492 حادثة سير إلى 58924، مشيرا إلى أن عدد القتلى ارتفع من 3754 قتيلا ليصل إلى 3338، كما أن عدد المصابين بجروح بليغة ارتفع من 12134 مصابا إلى 12406 جرحى. وتتصدر جهة مكناس تافيلالت قائمة الجهات التي تسجل بها حوادث سير مميتة بنسبة 31,6 في المائة، متبوعة بجهة طنجة تطوان بنسبة 19,3 في المائة، تليها جهة العيونالسمارة بنسبة 17,5 في المائة فيما سجلت الوزارة العام الماضي انخفاضا في عدد حوادث السير المميتة بكل من جهات الدارالبيضاء الكبرى وكلميم السمارة ووادي الذهب لكويرة. واستنادا إلى معطيات كشف عنها وزير النقل والتجهيز، فإن أعلى نسب حوادث السير في سنة 2007 وقعت في شهر غشت الماضي الذي سجلت فيه 5918 حادثة سير مميتة، أي حوالي 20,5 % أكثر من المعدل الشهري للسنة، مخلفة 441 قتيلا. وقال كريم غلاب إن عدد عربات النقل العمومي والخاص بمسافرين والبضائع المتورطة في حوادث سير جسمانية خلال العام الماضي بلغت 8754 عربة. وتراهن وزارة النقل والتجهيز على إشراك وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري لتحسيس مستعملي الطريق بأهمية احترام قانون السير. الوصلة التحسيسية التي أطلق عليها اسم «أقنعة» صادمة حيث تكشف عن هول كارثة حوادث السير لكنها لا تركز سوى على سلوك السائقين المتهورين، ولا تتعرض لحالة الطرق ولا إلى الرشوة المتفشية وسط الأمن والدرك ومراكز الفحص التقني التي تتحمل قسطها من المسؤولية.