تلجأ بعض الزوجات المصابات بالعقم إلى استعمال وصفات حيوانية لتشغيل قدرة أرحامهن على الإنجاب! تقوم تلك الوصفات على إعداد وجبة أكل أساسها حيوان غير مدرج في لائحة المطبخ المغربي وتقاليد مأكولاته. تصير المرأة العاقر «شينوية« أو «فيتنامية» وتقوم بإعداد أكلة أساسها جرو أو قط رضيع، ثم تتجاوز شعور معدتها بالنفور والاشمئزاز، وتتناولها وهي ترفع الدعوات ليستجيب الله ويخلصها من اللعنة التي تحول دون قدرة بويضاتها على استقبال ماء زوجها بالأحضان! وقد تبتلع المرأة التي امتنع رحمها عن الإنجاب فأرا حديث الولادة! حتى يفك ذلك الرحم إضرابه عن التجاوب مع حوينات شريكها! ما زالت لائحة هذه الوصفات العلاجية العجيبة مفتوحة، لأن الزوجة الراغبة في الإنجاب قد تدعو الزاحفَ المسمى بالمغربية «بوبريص»، إلى القيام بزيارة تفقدية لمهبلها ورحمها حتى يقوم بمهمة تنظيفه من الشوائب التي تعوق التزاوج بين البويضة والحوين المنوي! بالإضافة إلى أكل الحيوان أو دعوته لزيارة الرحم، هناك حالة تلك الزوجة التي أحضرت المشروب المطلوب وأقامت جلسة شرب ماء الحياة، المقابل العربي للكلمة العبرية المحورة في المغربية إلى «الما حيا»! لتقضي على «البرودة» الحائلة دون حدوث الحمل المشتهى! ولا يهم إن هي سكرت ولعبت الماحيا بعقلها دون علم شريكها الشرعي! يلاقي المرء صعوبة كبيرة في الربط بين هذه الوصفات وحدوث الحمل، لأن العلاقة بين الطرفين غير محفزة، يغيب فيها الحافز الذي يبرر الاستعمال. من هنا عنصر الغرابة في هذه التجارب، كما هو الأمر بالنسبة لتلك الزوجة التي تأخر حملها لسنوات فلجأت إلى استعمال حبوب منع الحمل لتعطي مفعولا ونتيجة عكسيين! نصحتها امرأة مجربة بنجاعة هذه الوصفة على أساس أن المرأة العاقر إذا استعملت أقراص منع الحمل فإن هذه الأقراص ترفع المانع الذي يقف في طريق حدوث الحمل المشتهى! على ذكر التحفيز فالأمر مفهوم عندما تلجأ زوجة شابة إلى تعويض شريكها العاجز عن الإنجاب برجل آخر تتوفر فيه القدرة على تحقيق المراد. الخلاصة المفيدة في هذا الموضوع أن الإنجاب نعمة لا تعرف المرأة قيمتها إلا عندما تحرم منها. الحرمان من خاصية الإنجاب مأساة حقيقية تتجرع مراراتها المرأة داخل مجتمع يختزلها في الرحم (الوالدا) القادر على إنتاج الأولاد، والعجز عن الإنجاب نقمة تصاب بها المرأة حين يلحق العطب برحمها، ويصير عاطلا عن العمل. إنه العقم اللعين الذي يصيب المرأة بعمى البصيرة فيجعلها تغيب العقل وتصير مستعدة لركوب المحال، حتى في غياب تحديد المسؤولية ومعرفة هل هي عاقر بذاتها أم عاقر بشريكها العاجز عن إخصاب رحمها، كما حدث لزوجة ذلك الطبيب العاجز عضويا عن الإنجاب، بعد أن نصحتها فاعلات الخير بزيارة ضريح ولي صالح «تيعطي لعزارا«، وهناك اقترح عليها «الحفيض« وصفة تخليصها من لعنة العقم، بل وعبر عن استعداده لتقديم خدمة إخصابها! غيرت الفاعل واستبدلت الزوج العاقر ب«الحفيض» القادر على إخصاب بويضة من بويضاتها فتحقق لها المراد... لكن للحكاية تتمة يتابعها القراء داخل مواد الملف. سعى هذا الملف إلى التقاط عينة قوية من التجارب العجيبة التي أقبلت عليها بعض الزوجات في مواجهتهن لعقم أرحامهن، من خلال اضطرارهن إلى استعمال وصفات غريبة، أقل ما يقال عنها إن العقل يلاقي صعوبة كبيرة في تصديقها جمال زايد