جماهير حاشدة يصعب عدها من كل الفئات والطبقات الاجتماعية من سكان مدينة الفقيه بنصالح، حجت مساء أمس الخميس إلى ساحة لالاأمينة، للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها في بيان مشترك تلقت «الأحداث المغربية» نسخة منه: أحزاب الاتحاد الاشتراكي، الاستقلال والعدالة والتنمية التي تشكل المعارضة بمجلس الجماعة. الوقفة كانت أشبه بمحاكمة لرئيس البلدية محمد مبدع الذي يسيرها للولاية الثالثة. اتهامات كثيرة وجهت إليه من فوق المنصة التي تعاقب عليها ممثلو الأحزاب الثلاثة ،وشعارات كثيرة رددتها حناجر المواطنين والمواطنات صبت في نفس الاتجاه من قبيل: «هذا عيب هذا عار المشاريع في خطر»، «باركا من التبدير والشارع بالملايير»، «الاختلالات هاهي والمتابعة فينا»، «الجماهير كتنادي في المسبح البلدي».اللافتات الأربع التي رفعت حملت هي الأخرى اتهامات أيضا، فإحدى هذه اللافتات كتب عليها بالبنط العريض :» «اختلاسات أموال وأملاك الدولة بالفقيه بنصالح عاش الملك». وأخرى سجل عليها: «مدينة الفقيه بنصالح تحتضر والشباب يستنجدون بملكهم الشاب محمد السادس نصره الله ليتدخل لإنقاذ مابقي من المدينة عاش الملك». صورة جلالة الملك محمد السادس ووالده كانتا حاضرتين في الوقفة، التي غطتها العديد من المنابر الإعلامية الوطنية والجهوية المكتوبة التي تحملت مشاق السفر إلى مدينة الفقيه بنصالح من بني ملال. وإن كانت أسباب الوقفة تعبر عنها الشعارت التي رفعت واللافتات التي علقت، فبالنسبة لمصطفى العودي أحد المواطنين المتضررين الذي حج لمؤازرتها ف«الوقفة تنديد ضد رئيس المجلس لمجموعة من خروقاته في حق المدينة والتي من ضمنها ماورد في تقرير المجلس الأعلى للحسابات حول نهب المال العام للمنطقة، وكذا لتفويت الرئيس لمجموعة قطع تم الترامي عليها من طرف مؤسسة الأملاك المخزنية كانت في ملك شرفاء الطائفة العميرية الحسنية الشريفة، وطائفة من القالسميين الذين قاموا بهجرة في أواخر القرن 18 وتركوا مستضعفين من الأطفال والنساء وبالتالي تركوا هذا المتروك من الإرث لفائدة أبنائهم، لكن بين عشية وضحاها تم الترامي عليه». مشيرا إلى أن هذا «الملك يوجد حاليا في ملك أشخاص الأول رهن الاعتقال أما الملك الآخر فهو في حوزة شخص آخر مع العلم أنه لايمت بأي صلة لقبيلة بني عمير وأولاد هاتن».المسألة الأخرى التي جاء ليحتج من أجلها هذه المواطن وهي «تفويت ملك تم الترامي عليه من طرف المجلس وهو ملك الباباني علال بن اسماعيل الذي كان مقررا سنة 1982 في عهد الرئيس بنمبارك بوخاري أن يكون حديقة عمومية، إلا أنه أثناء تولي مبدع تمت تجزئته إلى مجموعة من البنايات السكنية من ضمنها المقاطعة الإدارية الثالثة». الميلودي الرايف عن حزب الاتحاد الاشتراكي عضو المعارضة و أحد المنظمين للوقفة، اعتبر أن «هذه الأخيرة هي رسالة مفتوحة إلى كل من يهمه الأمر، وهي عفوية للتعبير عن الجرائم المتتالية التي ترتكب في حق المدينة من اختلاسات مالية، وتوقفات في الأشغال لأسباب غير مبررة كما جاء في تقرير المجلس الأعلى للحسابات ل2008 الذي نطالب بتفعيله والضرب على أيدي كل من ثبت تورطه». مذكرا أنه «سبق لهم كمعارضة منذ97 أن نظموا العديد من الوقفات والاحتجاجات وأشعلوا الشموع داخل القاعة لكن للأسف هناك من يتستر»، قبل أن يضيف بأن «ساعة الحقيقة قد دقت لإعادة المال العام..». بعد أزيد من ساعة من الاحتجاج افترقت الوقفة على إيقاع الرياح القوية المحملة بالغبار وأكياس البلاستيك، تلتها أمطار جد غزيرة غسلت المدينة من الأتربة ولطفت جو الفقيه بنصالح الحار. فهل ياترى تأتي هذه الرياح بمايشتهيه المواطنون. رئيس البلدية محمد مبدع بحثت عنه الجريدة بالفقيه بنصالح لمعرفة رأيه في الاتهامات الموجهة إليه، فلم تعثر له على أثر.