أكد محمد سؤال في حوار مع الأحداث المغربية أن الاحتجاجات التي شهدتها عدد من المناطق المنجمية لم تؤثر على السير الطبيعي ا ل”أو سي بي” مشيرا إلى المجمع سيتستمر في تحمل مسؤولياته الاجتماعية والمواطناتية. شهدت المدن المنجمية مؤخرا عددا من الاحتجاجات وصلت لحد وضع عراقيل أمام الآلة الإنتاجية. ماذا مدى تأثير ذلك على نشاط المكتب؟ لم تتوقف المصالح ولم يتضرر الإنتاج بحكم التنظيم وتعبئة كل العاملين بالمجمع من مهندسين وتقنيين وعمال. طبعا كانت هناك عراقيل وضعت أمام الآلة الإنتاجية بالخصوص على المستوى اللوجيستيكي كعرقلة نقل الفوسفاط عبر السكة الحديديدة. كما كانت هناك عمليات تخريب محدودة همت بالخصوص منشآت اجتماعية بمسبح بحطان، المركز الاستشفائي ببوجنيبة ومقتصدية خريبكة قامت بها أقلية محصورة. ما يهم هو وضع الأمور في سياقها ونصابها. فبعد أن قام مجمع المكتب الشريف للفوسفاط في غضون 2006 وبعد ذلك بتشخيص استراتيجي للمقدرات الذاتية والموضوعية، طور رؤيا شاملة واستراتيجيات متكاملمة تشمل الجوانب الصناعية والتجارية وتثمين الرأسمال البشري كما شملت هاته الاستراتيجيات المسؤوليات الاجتماعية للمجمع بالمناطق التي يشتغل بها، منجمية كانت أو صناعية أو كيماوية. الغرض من كل هذا هو تعزيز المكانة التجارية للمجمع وتقوية تنافسيته بالتحكم في حجم الإنتاج وتكاليفه. النتيجة الأولية والطبيعية هو خلق فرص التشغيل علاوة على ضخ شرايين الاقتصاد الوطني بموارد اقتصادية ومالية إضافية. وما 5800 منصب شغل التي جاءت في برنامج ” أو سي بي سكيلز” أو “مهارات أو سي بي”إلا نتيجة طبيعية لبلوغ هذه البرامج (أنبوب نقل الفوسفاط، معامل معالجة، إنتاج الطاقة وتحلية مياه البحر، معامل جديدة لإنتاج الأسمدة ومشاريع ذات طبيعة بيئة) مرحلة النضج. برنامج ” أو سي بي سكيلز” يشمل كذلك تكوين15 ألف شاب وشابة تكوينا جيدا في مجالات متعددة واختصاصات متفرقة. لاشك أنكم تعرفون أن مجمع المكتب الشريف للفوسفاط كان ينظم مباريات للتشغيل، بيد أنه كانت شرائح مهمة من طالبي الشغل في مناطق الاستغلال وخاصة المنجمية كانوا يعانون من نوع من عدم تكافئ الفرص بحكم طبيعة التكوين المطلوب ومن هنا جاءت هذه المبادرة الخاصة بتكوين 15 ألف شاب وشابة ليس فقط للتشغيل بالممجمع ولكن لملائمة التكوين لحاجيات سوق الشغل وتسهيل الولوج إليه. هذه المبادرة تستهدف كذلك تقوية القدرات لحاملي المشاريع وللتشغيل الذاتي عبر رصد إمكانيات لذلك. جميل ، لكن نود لو تطلعونا على ماوقع بالضبط؟ كما سبقت أن أشرت إليه لقد تضررنا بعض الشئ من هذه الاحتجاجات لكنها لم تؤثر سلبا على الإنتاج والطاقة التجارية، إذ تواصل العمل بشكل طبيعي بفضل التعبئة والتنظيم المحكم في كل مراحل الإنتاج والتوزيع، لكننا نطالب الجميع في نفس الوقت بتغليب الحكمة والتعقل لخدمة المصلحة الوطنية ولتمكين المجمع من الاضطلاع بمهامه الاجتماعية. لقد اضطلع المكتب الشريف للفوسفاط على مدى تاريخه بمسؤوليات اجتماعية و”مواطنة” وهي تشكل جزءا لايتجزء من مهامه. ما يمكن أن أقوله هو أن المكتب يتمتع بصحة جيدة، باعثة الجيدة التي يتمتع بها اليوم تزيد بالرفع من طموحنا عبر استثمارات مهمة وعبر خلق مناصب شغل إضافية من خلال التشغيل المباشر وغير المباشر. في تدبيركم للملف، تعتزمون توظيف 5800 من أبناء متقاعدي المكتب وكذلك مباشرة عملية لتكوين 15 ألف شخص. الآن بين أيديكم حوالي 90 ألف طلب . ألا يتعلق الأمر بوصفة خاطئة؟ كما قلت، مواكبة الاستراتيجية التنموية للمجمع تواكبها بالضرورة مواكبة على مستوى الرأسمال البشري. فبغض النظر عن الظرفية السياسية والاجتماعية، عملية التوظيف والتكوين هي نتيجة عملية وطبيعية لبلوغ المشاريع مرحلة متقدمة من إنجازها ونتيجة طبيعية لتحمل المجمع مسؤوليته الاجتماعية على مستوى عال من دوره كمؤسسة مواطنة. مايمكن الإشارة إليه أن معالجة الطلبات المتوصل بها تمت بناء على التصريحات المدلى بها. المهم هو أن برنامج” أو سي بي سكيلز” سيتم تفعيله وعبر جميع مراحله في إطار مقاربة تشاركية تجمع أطر المجمع والفاعلين الأساسيين والمستفيدين. يجرنا ذلك للحديث عن الوضعية المالية والاقتصادية الحالية للمكتب. كيف هي؟ كنتيجة طبيعية لاستراتيجية محكمة، صحة المكتب الشريف للفوسفاط جيدة. بيد أن الإمكانيات المتاحة يجب أن توظف في استثمارات حالية وقادمة لتعزيز قدراته الإنتاجية وتقوية تنافسيته خدمة للاقتصاد الوطني وخدمة لمهامه الاجتماعية. محمد سؤال: المدير مستشار الرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط