تتعرض طريق الوحدة الرابطة بين تاونات جنوبا وكتامة شمالا لإهمال متواصل، ما أثر على حركة السير عبرها، وتسبب في تنامي حوادث السير عليها خلال الآونة الأخيرة. وتأثرت الطريق بشكل كبير بالتساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها المنطقة في الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى انجراف الكثير من مقاطعها، وتآكلت جوانبه، وازداد عدد الحفر على طولها، وذلك في ظل محدودية استفادتها من أشغال الصيانة والإصلاح. وينظر مستعملو هذه الطريق التي تربط شمال المغرب بوسطه، أن ما يتعرض له هذا المحور لا يليق بقيمته، كإنجاز تاريخي قاده 11 ألف متطوع عند فجر الاستقلال. مؤكدين استياءهم من وجود إهمال في دعم الحواف المشرفة على سفوح وعرة، وتصريف مياه الأمطار، وحماية الطريق من الانهيارات والانزلاقات الفجائية للأتربة والصخور، بفعل السيول الجارفة التي تتعرض لها المنطقة من حين لآخر. وأكد هؤلاء أن الأشغال الجارية «تظل ترقيعية وغير قادرة على إعادة الاعتبار لها، وأن مطلب توسيع الطريق وتقوية أكتادها له ما يبرره»، إذ أن الدينامية القوية لحركية السفوح والانجرافات المصاحبة لها تتطلب دعم البنية التحتية للطريق وتوسيعها بعدما تعرضت للتآكل والتلاشي في مقاطع شتى، خاصة على طول المقطع الرابط بين باب جباح وإساكن باقليم الحسيمة. ويعول سكان الجماعات القروية المذكورة على توسيع طريق الوحدة وحمايتها من التدهور، بما يستجيب لحجم الرواج التجاري بالمنطقة وكثافة حركة المرور عبرها وخطورة منعرجاتها، باعتبارها طريق القمم... واعتبروا أن ما تلعبه هذه الطريق من أدوار بارزة في تحريك اقتصاد المنطقة، تفرض على المسؤولين متابعة أشغال الانجاز والكشف عن العيوب التي تعترض إنجازها بما يليق ورمزيتها التاريخية وفاعليتها الاقتصادية والاجتماعية، حيث تساهم في فك العزلة عن خمس جماعات قروية « ايساكن ومولاي احمد الشريف وكتامة وايكاون وتامساوت» تزيد ساكنتها عن 100 ألف نسمة، وكذا دورها في ربط هذه المنطقة بالقطبين الحضريين الحسيمة وتاونات. وتشكل طريق الوحدة، أو ما يعرف بطريق القمم، المحرك الوحيد للأوضاع السوسيو اقتصادية بالمنطقة، غير أن الحالة السيئة التي توجد عليها الآن كان لها وقع سلبي ومباشر على الأزمة التي تعيشها المنطقة وتراجع السياح الوافدين عليها، فضلا عن واقع العزلة الذي ترزح تحت وطأته العشرات من التجمعات السكنية الواقع بين جبال الريف.