لأن الهدف مشترك، والرغبة الأكيدة الواحدة، التي تم الالتقاء حولها، تحرك للمجتمع المدني، يجد تجسيده الفعلي على الميدان في العمل على حماية الطفولة المغربية من مختلف أنواع الاعتداءات. كان اللقاء مساء الأربعاء ثامن وعشرين أبريل. لقاء شراكة من أجل التعاون جسدته اتفاقية تم التوقيع عليها بين جمعية «ما تقيش ولدي» وفرع جمعية «براءة في خطر» الدولية. الفضاء قاعة العرض بالمركب الثقافي والاجتماعي «ثريا السقاط»، عند الساعة السادسة بدأ الضيوف وممثلو بعض وسائل الإعلام المرئية والمقروءة يتوافدون على المركب القابع وسط عمارات البطحاء. سيارة مرسيديس سوداء اللون توقفت على مقربة من الأشغال الجارية بالزقاق المؤدي إلى المركب. حضرت قبل الموعد المحدد ببعض الدقائق، وظلت رابضة تنتظر. كانت تحمل لوحة دبلوماسية، دفعت أحد حراس السيارات لسؤال صديقه: «واش السفير الأمريكي هداك..؟»، ليرد عليه زميله بالنفي، بلغة الملم بما يقول بعد أن اطلع على العلم المنتصب على جناحها. كانت السيارة تقل سفيرة دولة الشيلي بالرباط «مارسيا كوفاريوبياس». سيدة شقراء وجدت في وصول الوزير الأول المغربي السابق «عبد الرحمان اليوسفي» و«أحمد القادري» رئيس مقاطعة المعاريف وممثلي بعض وسائل الإعلام إلى المركب الثقافي فرصة لعرض نموذج لكتيب يعرض عمل السفارة في المجال الاجتماعي وتواصلها مع الجمعيات. أرادت جمعية «ما تقيش ولدي» للقاء أن يكون حميميا، عندما دعت رئيستها «نجاة أنور» جميع الحاضرين للصعود إلى المنصة للالتفاف حول الموقعين في لقاء جمع بين السياسي السابق والحالي، والدبلوماسي والفاعل الجمعوي ورجال القانون. انطلقت رئيسة جمعية «ما تقيش ولدي» كعادتها مسرعة في إلقاء الكلمة التقديمية، متحمسة لعرض الجديد الذي يقدمه اللقاء. جديد تحدد موضوعه في عقد شراكة بين جمعيتين تحملان هما مشتركا، وتسعيان إلى تحقيق أهداف واحدة: حماية طفولة البلاد من كل أشكال الاعتداء والتحرشات. تناولت «نجاة أنور» بالشرح وضعية الجمعية، وآفاق اشتغالهامشيرة إلى أن دورها يبقى متواضعا، مؤكدة على شركاتها كوسيلة لتحصين المجتمع وتقويته ودعمه من الفعاليات المدنية، دون أن تنسى الإشادة بمساندي الجمعية وداعميها معنويا، من سياسيين ورياضيين، مذكرة بالدعم الذي قدمته مقاطعة المعاريف التي احتضنت اللقاء. عبد الرحمن اليوسفي الوزير الأول السابق، أشاد بدوره بالجمعيتين، واعتبر ما تقومان به من أعمال مساهمة في تقوية المجتمع ليست باليسيرة والهينة، بل هي «لبنة في بناء وإرساء أسس مجتمع ديمقراطي وحداثي»، أما سفيرة الشيلي التي كانت كلمتها مقتضبة فأكدت على العمل المشترك الذي تقوده الجمعيتان، معتبرة نفسها «عراب» الشراكة التي ستجمع بينهما. بعد ذلك جاء دور رئيسة جمعية «براءة في خطر» سلوى بن عبد الله التي ثمنت العمل المشترك، متفائلة بمستقبل الشراكة التي قالت إنها «ستكون منتجة، وذات أفق يهم المدى البعيد في اتجاه حماية طفولتنا». ليختم «أحمد القادري» رئيس مقاطعة المعاريف اللقاء للترحيب بضيوف الجمعيتين، مشددا على دور الإطارات المدنية في النهوض بالكثير من المجالات الاجتماعية، مشيدا بالحماية التي تسعى الجمعيتان لتأمينها ل «رجال المستقبل».