قبلة واحدة كانت كافية ليتفجر المستور في علاقة قيادة البوليساريو بأموال دافعي الضرائب بإسبانيا. القبلة أصبحت معروفة وهي التي تسببت في حرائق بخيام محجز الرابوني، حين انتفض شباب ضد قيام زوجة زعيم الانفصاليين بتقبيل الممثل الإسباني المثير للجدل خافير بارديم، خلال فعاليات ما يسمي ب «مهرجان الصحراء»، والتي رد عليها شباب من المحتجزين بالاحتجاج وحرق الخيام، أما الفضيحة المالية فهي التي تكفل بها أعضاء من إحدى جمعيات أصدقاء الشعب الصحراوي. في التفاصل التي أوردها موقع مقرب من بوليساريو أن اجتماعا عقد بالعاصمة الإسبانية مدريد وكان مخصصا لتقييم برنامج «عطل من أجل السلام» للموسم الصيفي 2013، بحضور ممثلين عما يسمى ب « جمعيات أصدقاء الشعب الصحراوي» بكل المقاطعات الإسبانية و تمثيلية الجبهة بالعاصمة الإسبانية مدريد، وفي هذا الاجتماع قدم أعضاء من إحدى «جمعيات أصدقاء الشعب الصحراوي» وثائق تثبت تورط ممثل الجبهة بمقاطعة مدريد و نائبه في تقديم فواتير مزورة من طرف جهات رسمية في قيادة بوليساريو لأموال وجهت إلى جيوب رموز الفساد والمسؤولين عن تنظيم مهرجان سينما الصحراء الذي تنظمه وزارة الثقافة بطريقة غير قانوينة. المصادر ذاتها أفادت أنه بعد أن سلم أعضاء من جمعيات الصداقة بمدريد نسخة من الوثائق والأدلة التي تثبت قضايا الفساد إلى ممثل الجبهة بإسبانيا بشرايا بيون، وبعد اطلاعه على نسخ منها حاول التشكيك في مصداقيتها، وقال إنها قد لاتكون وثائق أصلية لأنها مجرد نسخ، لكن أعضاء الجمعية أخبروه أن هذه مجرد نسخ للاطلاع أما النسخ الأصلية وتفاصيل أخرى عن هذه الفضيحة فتحتفظ بها الجمعية. وأصرت الجمعيات المعنية على النظر في المشكلة في أسرع وقت ممكن أو سيقومون بإحالتها على العدالة الإسبانية في حالة عجزت بوليساريو عن إيقاف المتهمين و إعادة الأموال المهربة إلى الجهات المعنية بها، والتزم ممثل البوليساريو باسبانيا في هذا الاجتماع بإيجاد حل سريع للقضية قد يكون على شكل حركية اضطرارية على مستوى تمثيلية مدريد وهو الأمر الذي لم يحدث. منذ هذه الحادثة، تناسلت الشكوك حول كيفية تمويل ما يسمى ب «مهرجان السينما بالصحراء» الذي تشرف على تنظيمه زوجة عبد العزيز المراكشي في الرابوني. إذ أنه وفي ظل الأزمة المالية التي تتخبط فيها أوروبا وعلى رأسها إسبانيا بعجز تجاري كبير، ورغم عديد الانتقادات التي يتعرض لها المهرجان إلا أن الأموال الخاصة بالمهرجان ظلت تتدفق دون انقطاع. استمرارية هذاالتمويل المشبوه طرحت علامات استفهام حول مصير أموال الإسبان الذين يتم استهدافهم لجمع التبرعات بطرق غير معروفة، بل الأخطر هو كيفية صرفها، حيث ذكر أن الكثير من الممثلين المتهمين في قضايا فساد يحصلون على فواتير فارغة من جهات رسمية بالرابوني لتبرير الأموال المنهوبة من الجمعيات والمنظمات و البلديات الداعمة للمحتجزين. تداعيات هذه القضية ستزاد سخونة، حيث شرع ما بات يعرف بشباب التغيير في تسريب فيديوهات كان آخرها فضيحة ارتباط قيادة البوليساريو بمجموعة من «الفنانين والحقوقيين » الذين يتبنون أطروحة الإنفصال متسترين وراء الدفاع عن حقوق الإنسان لأغراض ليست بالضرورة إنسانية ولا فنية، ووجدوا في حادث تقبيل زوجة المراكشي للمثل خافير بارديم فرصة للتشهير بالجوانب المسكوت عنها في نهب المساعدات المقدمة من قبل الجهات المانحة وعلى رأسها اللوبي الإسباني المناصر لهم، وجماعة الفنانين الذين احترفوا القضية لأسباب بدأت خيوطها في الانكشاف، وإذا ما فتحت السلطات الاسبانية تحقيقا فيما أوردته جمعيات كانت تناصر بولزاريو من داخل إسبانيا فالحكاية سيكون لها طعم آخر.