حاول الممثل الإسباني خافيير بارديم أن يقدم نفسه على أنه رجل موضوعي من خلال إنجاز فيلمه "أطفال السحاب"، الذي أخرجه الفارو لونغوريا وقال خلال مؤتمر صحفي بباريس يوم 18 من الشهر الجاري إنه حاول أن يكون موضوعيا في تناوله للفيلم الذي يتحدث عن أطفال مخيمات تندوف، لكنه في الوقت ذاته وسم فيلمه بأنه فيلم مناضل، ونسي خافيير بارديم أنه أثناء مشاركته في دورة الفيلم الإسباني بلندن السنة الماضية قال "لقد تتبعت الوضعية في الصحراء الغربية منذ ولادتي سنة 1969، لأن أمي الممثلة بيلار بارديم، كانت مناضلة من أجل قضية الصحراء". هذا الكلام لا يعني سوى أن خافيير بارديم منخرط في الدفاع عن جبهة البوليساريو وورث النزعة الانفصالية عن والدته، وبالتالي فإن الحديث عن الموضوعية هو مجرد هراء، ما دام الممثل الإسباني خافيير بارديم منحازا لأطروحات البوليساريو السياسية فمن الغريب أن يكون محايدا في الفن، خصوصا وأن الفيلم وثائقي وليس تخييليا، ففيلم "أطفال السحاب" منحاز مائة بالمائة لأطروحات الانفصاليين. ومن السهل ادعاء الموضوعية والحيادية في الفن لكن الواقع لا يقر له بذلك. فالفيلم أصلا يروي علاقة خافيير بارديم بجبهة البوليساريو من خلال الحديث عن وضعية المحتجزين الصحراويين بمخيمات تندوف، والذين يقعون تحت رحمة الأمن العسكري الجزائري والدرك الحربي ومليشيات البوليساريو. وقد منعت الولاياتالمتحدةالأمريكيةوفرنسا عرض الفيلم المذكور لأنه متحامل وغير موضوعي. وشن خافيير بارديم هجوما شنيعا ضد الدولة الفرنسية بسبب علاقاتها التاريخية والاستراتيجية مع المغرب، مع العلم أن فرنسا لم تكن في يوم من الأيام منحازة في الصراع حول الصحراء، بقدر ما كانت تدعو إلى حل سياسي على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، ورأت فرنسا في مشروع الحكم الذاتي فرصة لا تعوض لإنجاز الحل السياسي وفق القاعدة المذكورة. ففرنسا انحازت في الأصل إلى رؤية قريبة من مطالب الأممالمتحدة والأمين العام الذي ألح على إيجاد حل سياسي للقضية والإسراع في ذلك، ومن هنا يكون انحياز فرنسا للشرعية الدولية لكن الممثل الإسباني أرادها أن تنحاز لعصابات تحتجز الصحراويين للاتجار بهم.