أكد العديد من البحارة بالحسيمة في اتصال لهم ب«الأحداث المغربية»، أن الشباك التي تلقيها مراكب صيد السردين في البحر، أصبحت هدفا سهلا للدلافين الكبيرة، التي تهاجمها باستمرار، وتأتي على كل محصول الصيد، بل أكثر من ذلك تقوم بتمزيق الشباك وإتلافها، مخلفة خسائر كبيرة للمجهزين والبحارة على حد سواء. وحسب مصدر من المهنيين فإن هذه الدلافين ولمجرد أن ينتهي الصيادون من إلقاء شباكهم في البحر، وقبل أن يقوموا بجمعها، تأتي هذه الحيتان التي يطلق عليها محليا اسم «نيكروث» بشكل جماعي وتقوم بعد تمزيق الشباك وخلق فتحات كبيرة للمرور لمحصول الصيد، الذي يتشكل عادة من الأسماك السطحية، وتأتي عليه بالكامل، مخلفة خيبة أمل كبيرة في صفوف البحارة، الذين يعودون أدراجهم بشباك ممزقة وبدون أسماك. المجهزون ناشدوا وزارة الصيد البحري، والمعهد الوطني للبحث في الثروات الزراعية، للقيام بالدراسات اللازمة لمعرفة أسباب تكاثر الدلافين الكبيرة، والبحث عن طرق تقنية كفيلة بإبعاد هذه الكائنات البحرية عن شباك الصيادين، الذين تفاقمت وضعيتهم خلال المدة الأخيرة. وتجدر الإشارة إلىأن وزارة الصيد البحري والمعهد المذكور سبقا أن قاما ومنذ 3 سنوات بتجريب آلة بحرية، يتم تثبيتها على متن مراكب صيد السردين، وعند عملية إلقاء الشباك وتجميع الأسماك، يتم تشغيل الآلة التي تصدر ذبذبات كهروميغناطيسية، تعمل على إبعاد هذه الدلافين بعيدا عن الشباك. الجمعية العصرية لأرباب مراكب الصيد بميناء الحسيمة، سبق أن راسلت وزير الصيد البحري، بشأن هجوم هذه الحيتان على محصولهم السمكي، وتخلف حسبهم شباكا ممزقة بشكل جزئي وكلي أحيانا. الجمعية أكدت أن رحلة الصيد هذه عادة ما تكون بيضاء، كما تخلف خسائر مالية في ترميم وإصلاح الشباك، وأضافت في ذات شكايتها أن تكاليف إصلاح وترميم الشباك عادة ما تكون غير متوازنة مع العائدات المالية المترتبة عن بيع السمك الضعيفة أصلا. ترقيع الشباك وإعادة خيطها تؤكد الجمعية أنها تؤثر سلبا على فعاليتها ونجاعتها في الصيد، بالإضافة إلى كون المجهزين يكونون مرغمين على استبدال شباك الصيد كل سنة، وما تفرضه العملية من توقف اضطراري لمراكب الصيد لغاية خياطة الشباك الجديدة. هذه الحالة تخلف استياء كبيرا في أوساط البحارة، الذين يركبون البحر ليلا، ولا يحصلون حتى على ما يسدون به رمقهم في الأخير بسبب هجوم هذه الحيتان الكبيرة على شباكهم، وهو ما أصبح يهدد مستقبلهم الاقتصادي والاجتماعي، وينذر بدخولهم في عطالة عواقبها ستكون وخيمة على أسرهم. مصدر أكد للجريدة أن الصيادين كانوا يعتمدون فيما مضى على طرق تقليدية لطرد هذه الحيتان الكبيرة، التي يشير اسمها العلمي مباشرة لحجمها (Grand dauphin) بعيدا عن شباكهم، حيث كانوا يحملون معهم الأحجار الكبيرة للمراكب ويرجمون بها هذه الحيتان لمجرد أن تقترب من شباكهم. وأضاف أن هذه الطريقة لم تعد ناجعة بما فيه الكفاية، وعادة ما لا يتم رؤيتها بفعل الظلام، كما أن تمزيقها للشباك يسهل عملية هروبها بعد أن تأتي على كل محصول الصيد. من النتائج المباشرة كذلك ارتفاع وغلاء ثمن الأسماك السطحية، التي اختفت خلال الآونة الأخيرة، وأصبح ثمن صندوق من السردين يصل إلى 300 درهم، علاوة على توقف العديد من المراكب التي تمزقت شباكها، وأصبح السمك الذي يشكل الغذاء الرئيسي في المنطقة شبه مفتقد، بسبب الغزوات المتكررة التي تشنها هذه الحيتان على شباك الصيادين. المجهزون حملوا شكاويهم لوالي الجهة ،جلول صمصم، وكذلك لوزارة الصيد، وكل أملهم أن يتم إيجاد حلول مناسبة تضع حدا لمعاناتهم، التي يخلفها تمزق شباك مراكبهم. وفي ذات الاتجاه فكرت المندوبية الجهوية للصيد البحري في الحسيمة، بعقد لقاء مع المهنيين لبحث الطرق الكفيلة للتقليل من الخسائر، التي يخلفها هجوم هذه الحيتان على شباك الصيادين.