تعددت عمليات السرقة التي تعرضت لها، مؤخرا، فيلات تقع بتجزئة "النورس" الخاضعة لنفوذ بلدية دار بوعزة، بإقليم النواصر. سبع فيلات بالتمام والكمال، تعرضت للاقتحام خلال فترات زمنية متقاربة، ما جعل الضحايا يتقدمون بشكايات إلى مركز الدرك الملكي بطماريس. تحركت عناصر الدرك في حملات للتحري والبحث، وبثت "العيون"، لعلها تصل إلى حل لغز هذه السرقات المتكررة. وبعد مدة وجيزة، باغتوا شخصا متلبسا بجرمه، على مرأى ومسمع من الأشهاد. كان متعودا على تنفيذ زيارات خاصة إلى هذا المكان. زيارات أبسط ما يقال عنها إنها "غير مرغوب فيها"، لأنه كان ضيفا ثقيل الظل، غالبا ما تترك زياراته حسرة في نفوس "المضيفين"، الذين يلج بيوتهم في غيبتهم. كان كل همه أن يغنم من "غزوته" ما يستطيع نقله لوحده، أو يستعين في حمله بغيره ممن يتوفر على ناقلة متحركة. هي قصة زائر كان يدق أبواب مساكن الغير، وعندما يتأكد من خلوها من قاطنيها، يلجها عنوة عبر تكسير الأبواب والنوافذ، وكل ما من شأنه أن يعوق وصوله إلى الفضاء الداخلي لمسرح عملياته. هو شاب في السابعة والعشرين من العمر، يقطن غير بعيد عن الفيلات التي كان يسرقها.. وهو نتاج خالص لأحد الدواوير التابعة لدار بوعزة، الذي يحمل اسم «حارث حمري». وزيادة على ذلك لم يكن غريبا عن دروب السرقة والسطو التي خبرها وخبرته، فصارا مترادفين. صغيرا اقتحم، وهو في سن الرابعة عشرة، عالم السرقة والسطو، لينال أولى العقوبات السالبة للحرية التي قضى منها مددا متفرقة، وصلت في مجموعها إلى ثمان سنوات. أما مسرح عمليات سرقته، فكان «فيلات تجزئة النورس»، القريبة من شاطئ دار بوعزة. وبعد إخبارية تلقاها مركز الدرك الملكي بطماريس، أخيرا، تفيد وجود شاب يبلغ عمره حوالي 27 سنة، يهيم في أزقة التجزئة بغير هدى، بعد أن أثارت تحركاته الشبهات، تحرك الدركيون ليجدوا المتهم متلبسا باقتحام إحدى الفيلات من أجل سرقة تجهيزاتها. كانت خطة المتهم تقضي بأن يدق على جرس المسكن المستهدف، وعندما لا يجد مجيبا، يتسلق السور الخارجي. وبعد التأكد من خلو الفيلا من أصحابها، يقوم بكسر الأبواب أو النوافذ من أجل الوصول إلى مبتغاه. بعد ذلك يقوم بإخراج التجهيزات الإلكترونية للبيوت المستهدفة، وكل ما ارتفعت قيمته وخف وزنه من الأثاث ليضعه في خطوة أولى في حديقة الفيلا، بعد أن يحمل في جيبه الأشياء الأخف والأغلى. بعد ذلك تأتي المرحلة اللاحقة التي يستتبعها بالنداء، عبر الهاتف، على سائق دراجة نارية ثلاثية العجلات لحمل ما وضع، في مرحلة أولى، بالحديقة. لكن آخر عملية لم تسلم فيها الجرة، حيث ضبطته عناصر الدرك الملكي بقيادة المساعد رئيس مركز طماريس، متلبسا داخل الفيلا، ليتم نقله إلى المركز، وتشرع عملية التحقيق. وحسب إفادات مصدر مطلع، فإن المتهم اعترف بتنفيذ سرقة الفيلات السبع السابقة بتجزئة النورس، ودل المحققين على الأشخاص الذين كان يبيع لهم المسروقات، حيث تم إخضاعهم بدورهم للتحقيق، في الوقت الذي تم فيه إيقاف سائق "التريبورتور" الذي كان ينقل المسروقات. وتوصلت التحقيقات إلى أن ثلاث شاشات تلفاز من صنف "LCD" من الحجم الكبير، باعها جميعها بمبلغ مالي لا يتجاوز 1500 درهم! رشيد قبول