غياب فرص عمل حقيقية والبطالة التي يعاني منها أمثال أحمد بأحد دواوير الخنيشات بنواحي سيدي قاسم، كانت قاسما مشتركا لعدد من الفلاحين المياومين الذين فقدوا عملهم بسبب تراكم الديون ومخلفات الفيضانات الأخيرة الشيء الذي دفع بالعديد منهم، إلى الذهاب إلى هذه المناطق بشكل مكثف مقارنة مع السنة الماضية، مما تسبب في فائض كبير من اليد العاملة، التي وصلت إلى منطقة اكتامة والتي تقدر ب 600 شخص. تشهد نواحي سيدي قاسم، في الآونة الأخيرة هجرة عشرات العمال المياومين باتجاه حقول بكتامة وباب برد مع موعد اقتراب زراعة الكيف بهذه النواحي من أجل العمل على حرث الأرض المخصصة لزراعة الكيف أوالعمل في قطاع البناء والأشغال الأخرى، مع اقتراب موعد الصيف حيث الشروع في زراعة الكيف ببعض المناطق الجبلية الوعرة التي ظلت بعيدة عن المراقبة، نظرا لارتفاع أجور العمل بها، والتي تصل إلى 150 درهما في البوم بالنسبة للحرفيين أو العمال المياومين الذين تضرروا من الفيضانات الأخيرة بنواحي سيدي قاسم، الشيء الذي دفع العديد منهم إلى السفر باتجاه مناطق كتامة وباب برد، وهم يحملون بعض لوازمهم باتجاه مركز الدردارة، عبر الحافلات، وسيارات الأجرة منطلقين من نواحي سيدي قاسم، على شكل مجموعات من أجل اقتسام المصاريف أثناء الوصول، إلى هذه المناطق التي يشتغل معظم ساكنتها في زراعة الكيف والذي يقدر عددهم ب97 في المائة من المزارعين بمنطقة باب برد التي تشهد توترا هذه الأيام نتيجة احتجاج أهاليها على عملية التفتيش التي طالت عدد منهم. لم تثن هذه الأحداث «أحمد» ذو الأربعين سنة وينحدر من أحد الدواوير بالخنيشات صحبة رفاقه الثلاثة، بالسفر مبكرا باتجاه حقول الكيف من أجل العمل في الزراعة، أو في مجال الصباغة بعدما فقد عمله بالفلاحة جراء الفيضانات الأخيرة وضيق السبل عليه، بسبب إعالته أسرته المكونة من خمسة أفراد. إن ظروف البطالة التي يعاني منها أحمد بأحد دواوير الخنيشات نواحي سيدي قاسم تشكل قاسما مشتركا للعديد من الفلاحين المياومين الذين فقدوا عملهم بسبب تراكم الديون ومخلفات الفيضانات الأخيرة الشيء الذي دفع بالعديد منهم، إلى الذهاب إلى هذه المناطق بشكل كبير مقارنة مع السنة الماضية مما تسبب في فائض كبير من اليد العاملة، التي وصلت إلى منطقة اكتامة والتي تقدر ب 600 شخص ظلوا منتشرين بعدد من الدواوير هناك دون الظفر بالعمل، نتيجة الوفرة في اليد العاملة، ناهيك عن تقاطر عدد كبير من الفلاحين المياومين، حسب مصدر مطلع مما تسبب في معاناة لهؤلاء العمال الذين قطعوا ما يزيد عن 250 كلم قصد الحصول على العمل إما في المزارع، أو العمل في قطاع البناء والحرف الأخرى بسبب ارتفاع الأجرة والكرم الذي يلقونه من طرف بعض الأسر التي تستقبلهم بحفاوة كبيرة طيلة المدة التي يقضونها الشيء الذي دفع بعشرات العمال من دواوير الخنيشات ونواحي الجرف إلى التوجه وإلى هذه المناطق. وتعرف منطقة الغرب في السنوات الأخيرة، هجرة العديد من العمال إلى المناطق الصناعية، للعمل بالخصوص في مناطق البناء، خصوصا في منطقة طنجة وتطوان والدار البيضاء، بسبب ارتفاع الأجر مقارنة بالمنطقة التي يعملون بها، ناهيك عن ارتفاع معدلات البطالة بنسبة عالية، بهذه المناطق حسب الإحصائيات الأخيرة بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر، حيث يعتبر إقليمسيدي قاسم، ثاني منطقة بالمغرب على مستوى معدلات الفقر، مما يدفع بالعديد من الأسر بنواحي سيدي قاسم إلى التفكير في الرحيل للعمل بالمناطق الصناعية خصوصا الفتيات منهن حيث تهاجر نسبة كبيرة منهن إلى مدينة طنجة، تقدر بالآلاف من مختلف نواحي سيدي قاسم، من أجل العمل في المصانع هناك، بسبب الفقر والبطالة، مشكلين نسبة كبيرة مقارنة مع الفتيات الأخريات المنحدرات من مناطق أخرى بالمغرب، حسب بحث أخير، بالإضافة إلى طلب أصحاب المعامل على فئة الفتيات، مما يشجع هؤلاء للهجرة هناك. ويرى أحد الباحثين الاجتماعيين، بإقليمسيدي قاسم ضرورة التسريع بمشاريع التنمية الصناعية من أجل امتصاص الأعداد الكبيرة من اليد العاملة، عن طريق تشجيع الاستثمار بالإقليم، وإقامة مناطق صناعية كبرى، نظرا للموقع الهام للإقليم، وقربه من القطب المتوسطي خصوصا وأن العديد من الشركات الصناعية الأجنبية، تبحث عن مناطق قريبة من طنجة لإقامة مستودعاتها واستغلال المنتوجات الفلاحية المتوفرة بالإقليم في مجال الفلاحة الصناعية بعد سلسلة من الإغلاقات للعديد من الوحدات الصناعية بإقليمسيدي قاسم ككومبرا ولاسمير.