رئيس الجمعية المغربية للزهايمر والأمراض المرتبطة «أماما» في الحوار التالي يتطرق محمد أوعدي رئيس الجمعية المغربية للزهايمر والأمراض المرتبطة «أماما» إلى ظروف تأسيس الجمعية وطبيعة الخدمات التي تقدمها لمرضى الزهايمر وذويهم. متى تأسست جمعية «أماما» وما هي ظروف تأسيسها؟ تأسست الجمعية المغربية للزهايمر والأمراض المرتبطة «أماما» في 28 نونبر سنة 2011 من طرف أسر المرضى الذين تتم تسميتهم بالمساعدين الأسريين، لأنهم يتفرغون لرعاية ذويهم المصابين بالزهايمر والأمراض المرتبطة به رغم إكراهات العمل وظروف الحياة الصعبة. واحتضنت مدينة الدارالبيضاء أول فروع الجمعية، وبعدها مدينة طنجة. وكانت الغاية الأساسية من تأسيس الجمعية هي الفراغ الذي تشهده ساحة المجتمع المدني بخصوص المرض، الذي مازال يصنف ضمن خانة «الطابوهات»، بل وأحيانا يكون الزهايمر موضوع سخرية بين الناس، حيث يتم ربط حالات النسيان العادية بالمرض ويتهكمون على الشخص الذي ينسى أمرا ما بوصفه بمريض الزهايمر، وكأن النسيان هو الحالة الوحيدة التي تنتج عن هذا المرض. بينما الوضع يكون أكثر تعقيدا في حقيقة الأمر، فالمرض يتطور مع مرور الوقت ويجعل المصاب به يفقد القدرة على الحركة والأكل والكلام ويصير طريح الفراش عاجزا عن الاعتماد على نفسه حتى في أبسط الأمور. ما هي طبيعة الخدمات التي تقدمها الجمعية لمرضى الزهايمر وذويهم؟ تعي الجمعية أهمية دور المساعد الأسري، لذلك فهي تعمل على تكوين الأشخاص الذين يعاني ذووهم من الزهايمر والأمراض المرتبطة به، كي يستوعبوا أن هذا المرض ليس مرادفا للنسيان فقط، كما أنه ليس من «الطابوهات» والأمور التي يجب إخفاؤها، خاصة أننا نلاحظ غياب المعرفة بأعراض المرض لدى العديد من الناس ما يقودهم إلى التخلي عن آبائهم في الأضرحة بدلا من أن يكون هناك كشف مبكر من شأنه أن يبطأ تدهور حالة مريض الزهايمر. تحرص الجمعية أيضا على مواكبة المساعد الأسري نفسيا، فالشخص الذي يكون مسؤولا عن رعاية مريض الزهايمر يعيش معاناة نفسية حقيقية من شأنها أن تنعكس سلبا على حياته المهنية والأسرية. وهنا يأتي دور جلسات الاستماع، التي تكون في أجواء حميمية وهادئة يجتمع فيها أفراد من أسر مرضى الزهايمر ليتطرق كل واحد منهم إلى تجربته الخاصة بهدف تبادل الخبرات حول كيفية التعامل مع المرض، بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية والرياضية مثل «تبقال الزهايمز» الذي يقام سنويا وماراتونات بالدارالبيضاء والرباط ومراكش وبعض الحملات التحسيسية، والندوات الطبية، دون أن ننسى «مسيرة الذاكرة..100 كلم ضد الزهايمر» التي نظمت بالتزامن مع اليوم العالمي للزهايمر بين الدارالبيضاء والرباط وتم خلالها جمع أزيد من 11 ألف توقيعا لمغاربة يطالبون بأن يكون الزهايمر من أولويات وزارة الصحة ويعترف به كإعاقة، وهو ما جعل الأخيرة تعد بأن تكون «أماما» حاضرة على مائدة الحوار كجمعية تمثل أسر المرضى. ألا تعتزمون تأسيس فروع أخرى للجمعية بباقي مدن المغرب لتوسيع دائرة المستفيدين؟ من المقرر أن تفتتح الجمعية فروعا لها بفاس وأكادير والمحمدية والجديدة ووجدة. ومن أهم الأمور التي ينبغي التأكيد عليها أن الجمعية تجمع بين أسر المرضى، ما يضفي عليها طابعا اجتماعيا، على عكس الجمعية الطبية التي تم تأسيسها من طرف أطباء، كما أن جمعية «أماما» ليست جمعية جهوية إنما تنشط على الصعيد الوطني.