نقاش بارد في جلسة خصصت لموضوع ساخن. ذلك ما ساد في الجلسة الشهرية لرئيس الحكومة بمجلس النواب، التي اختير لها أمس موضوع ملف القضية الوطنية. رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران وفي رده المرتجل خاطب الجزائر مباشرة بالقول «يجب أن يعرف الجزائريون أنهم إخوة لنا وأن المغاربة لن يفرطوا فيهم» قبل أن يستدرك بالقول «حاولنا الدفاع عن حقوق الإخوة ولكن ياعجب» في إشارة منه إلى إصرار الجزائر على دعم الانفصاليين. موقف رئيس الحكومة تجاه الجزائر، لم يمنع ابن كيران من التأكيد على أن «نحن والجزائر إخوة وسنبقى إخوة» مشددا أن تفعيل الاندماج المغربي، خيار استراتيجي وقال ابن كيران إن الإصلاحات في مختلف المجالات هو الضمان لحل الملف ولابد من الحفاظ على الحقوق والحريات وكل ما يحرك الرأي العام العالمي. ابن كيران حدد استراتيجية الحكومة في إطلاق حوار حقيقي على أساس الحكم الذاتي كحل سياسي وتنفيذ شروط الجهوية المتقدمة من خلال نموذج تنموي للأقاليم الصحراوية وتعزيز حماية حقوق الإنسان إلى جانب التصدي لمناورات خصوم الوحدة الترابية والانتهاكات لحقوق المحتجزين في مخيمات تندوف وإحصائهم، كما تطالب بذلك المفوضية السامية للاجئين إلى جانب مواصلة إقناع الدول بسحب اعترافها بالدولة الوهمي. وقال ابن كيران إنه لابد من الدفع بالجهوية المتقدمة والمشروع التنموي للأقاليم الجنوبية وتحقيق تأطير جيد للمجتمع المدني، إلى جانب التعاون مع النقابات والإعلام ورجال الأعمال والأحزاب السياسية، بل أيضا دعم الإنتاج السينمائي حول القضية، لأن الإنتاج السينمائي أصبح سلاحا ذو حدين. وعلى الصعيد الدولي، قال ابن كيران إن الحكومة ستواصل تعبئة الجهود لدى الدول التي لاتزال تعترف بالجمهورية الوهمية والتصدي لمناورات خصوم الوحدة الترابية وفضح خروقات حقوق الإنسان بمخيمات تندوف والقيام بحملة دبلوماسة مكثفة تحسيسية لوضعية المحتجزين بتندوف. ولم ترق أجوبة رئيس الحكومة عددا من فرق المعارضة ومنها الفريق الاستقلالي، الذي عاب على الدولة اعتماد المقاربة الأمنية دون الاهتمام بالجانب الاجتماعي والثقافي والروحي ودعا بالمقابل إلى رصد تطلعات الشباب بالصحراء وتفعيل دور الأحزاب بالمنطقة وإلى جانبه رد الفريق الاشتراكي على ابن كيران أن خير دفاع عن الوحدة الترابية هو الاستمرار في الإصلاح وتحصين المكاسب وطالبه بالكشف عن الإجراءات التي سيتخذها لتنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة وما سيقوم به للحد من خروقات حقوق الإنسان والمس بالحريات وأيضا مخطط الحكومة لتنفيذ مضامين تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول الصحراء. تلك ردود جعلت ابن كيران يحس بأن جوابه على أسئلة النواب لم تقنع الكثيرين منهم ولذلك خاطبهم بالقول «معشر الأحزاب السياسية علينا أن نبقى موحدين لأن الملف محط إجماع وطني».