«أزبال متعفنة منذ أسابيع، وركام من نفايات المصانع المجاورة وجردان كبيرة الحجم، وروائح كريهة تزكم الأنوف، وحشرات من شتى الأصناف». ذاك هو المنظر العام الذي يحيط بسوق الخضر الواقع وسط فضاء يخلف مع نهاية كل يوم أطنانا من النفايات الصلبة والسائلة. ويقع السوق الأسبوعي للخضر على بعد كيلومترين من وسط مدينة صفرو على الطريق المؤدية ل«آيت الطال»، في مساحة تضم أيضا عددا من مخازن الحبوب ومحلات المهن الحرة، فضلا عن ثلاثة مصانع تستعمل مواد مضرة بالبيئة كالبلاستيك المصهور والقصدير وأول أوكسيد الكربون السائل. يخضع السوق لتسيير ذاتي من طرف وكالة المداخيل بالجماعة الحضارية لصفرو، حيث ينحصر هذا التسيير، يقول أحد بائعي الخضر بالجملة، في الحرص على جباية المداخيل ومراقبة الحمولة دون الاهتمام بمطالب هذه الفئة المكونة أساسا من فلاحين يعانون من مضاربات السماسرة، الذين يفرضون عليهم أسعارهم دون أن يكون لإدارة السوق أي دور زاجر في ذلك . السوق الذي يزود مدينة صفرو وفق إحصائيات رسمية ب 25% من الاحتياجات اليومية من الخضر، عبارة عن مساحة مغطاة دون أبواب أو نوافذ، تسود فيها الرطوبة وتنتشر في مدخلها شتى أنواع القمامة. حرفيو المهن الحرة المزاولون في ورشاتهم المجاورة للسوق وأصحاب متاجر إعداد الحبوب وفعاليات أخرى، دقوا ناقوس الخطر في مراسلة تتوفر الجريدة على نسخة منها، وجههوها لكل من عامل إقليمصفرو ورئيس المجلس البلدي ورئيس المكتب الصحي البلدي في شأن الوضع البيئي الكارثي، الذي يعيشه سوق الخضر الأسبوعي، وأثر ذلك على جودة الخضر التي يستهلكها 25% من ساكنة صفرو، دون أن يتوصلوا برد، ليبقى الوضع على ما هو عليه منذ أن استرجعت بلدية صفرو صلاحيات التصرف في السوق الأسبوعي بمجمله بما فيه سوق الخضر من الجماعة القروية «سيدي يوسف بن أحمد» بموجب حكم قضائي بعد التقطيع الجديد، الذي أدخل السوق في المجال الحضري لمدينة صفرو. مصدر من المجلس البلدي لصفرو أكد للجريدة أن عمال النظافة لا يستفيدون من تعويضات عن ساعات العمل الإضافية، كما أن سوق الخضر الأسبوعي يقع خارج نطاق عملهم، لأنه كان تحت تصرف الجماعة القروية لسيدي يوسف بن أحمد، الأمر الذي يجعلهم يمتنعون عن شحن نفايات السوق إلى المطرح البلدي، الذي لا يبعد سوى بأمتار قليلة على نفس المحور الطرقي، رغم أن مهمة التنظيف اليومي للسوق، يضيف ذات المصدر، تقع تحت مسؤولية البلدية التي تسهر وكالة مداخيلها على تحصيل مبالغ مهمة من رواجه التجاري. هشام البشار