قررت النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بتارودانت صباح يوم الإثنين الماضي، إحالة رجل تعليم في حالة اعتقال يعمل بإحدى المؤسسات التعليمة بتالوين، على السجن الفلاحي في إطار الاعتقال الاحتياطي، قبل عرضه على أول جلسة لمحاكمته بتهمة الاعتداء العمدي على قاصر دون سنة الخامسة عشر من العمر، حيث اعترف تلقائيا سواء أمام الضابطة القضائية بالمركز الترابي للدرك ببلدية تالوين أو أمام النيابة العامة أثناء استنطاقه ومواجهته بالمشتكية بحضور والى أمرها، حيث أكدت الضحية كونها تعرضت لاعتداء جسدي أدى إلى فقدانها ثلاثة من أسنانها الأماميين. وكان ذلك عندما حاول المعلم تهديدها بالضرب، وحث تلميذته للكف عن إزعاج باقي زملائها داخل الفصل. وفي محاولة منها الإفلات من الصفعة التي وجهها إليها، اصطدمت بجانب المقعد، الأمر الذي أدى إلى إصابتها على مستوى فمها، لكن الطفلة القاصر سرعان ما نفت ما جاء على لسان الأستاذ جملة وتفصيلا، مؤكدة على أن الطرف الآخر وجه لها عدة لكمات نتج عنه إصابتها إصابات بليغة فقدت على إثرها أسنانها، معززة تصريحاتها بشهادة طبية، تحدد مدة العجز بثلاثين يوما. تصريحات الضحية جاءت متطابقة لما صرحت به مجموعة من تلاميذ الفصل أثناء الاستماع إليهم من طرف العناصر الدركية كشهود على الواقعة، وذلك على إثر شكاية في الموضوع تقدم بها والد الضحية لدى وكيل الملك لدى المحكمة الإبتدائية بتارودانت، والذي بدوره أحال الملف على أنظار قائد مركز الدرك في شأن الاستماع لكافة الأطراف. من جهة ثانية، فقد خلف هذا الاعتداء ردود أفعال قوية من لدن ممثلين عن المجتمع المدني بالمدينة، توجت بتحرك المكتب المسير لمنتدى المبادرات الشبابية وتحت شعار «استنكار الاعتداء على الأطفال»، حيث تم عقد اجتماع استثنائي بدار التنمية بتالوين تضامنا مع الضحية، من خلاله، وحسب مصدر موثوق، وقف أعضاء المكتب المذكور على تفاصيل عملية ما تعرضت له الطفلة، التي تبلغ من العمر سبع سنوات والتي تتابع دراستها بالمستوى الثاني من التعليم الابتدائي بمدرسة تاريكت على يد أستاذها.