جو خانق بالقاعة 4 بالمحكمة الابتدائية الزجرية بالدارالبيضاء، أول أمس الإثنين، رغم وجود مكيفين في ركني القاعة لكنهما لا يعملان. لكن ذلك لم يقف حائلا دون توافد عشرات العائلات لحضور الجلسة التي ترأسها عبد اللطيف بلحميدي لمعرفة مصير أقاربها، كان من بينهم والدة ودفاع موثقة الدارالبيضاء المتابعة في حالة اعتقال على خلفية لائحتها السرية. جاء الدور على الموثقة للمثول أمام الهيأة في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال. صرحت الموثقة أمام المحكمة، عند سؤالها عن الدليل الذي يثبت ما تدعيه في لائحتها السرية، أنها تحتفظ بمجموعة من الصور تؤرخ للسهرات والأنشطة التي ذكرتها في لائحتها السرية، بالإضافة إلى تسجيلات صوتية، وأن ثقتها في هيئة الحكم تقول الموثقة، كانت سببا في تسليمها إياها، وأنها كانت تعتقد أنها في حال تسليمها للفرقة الوطنية سيتم إتلافها، وهو ما سينعكس سلبا على مسار قضيتها. الموثقة فجرت معطى جديدا، وأكدت أن ما ذكرته في لائحتها السرية من معطيات وأسماء عن أبناء الأثرياء الذين يستهلكون الكوكايين، ليس سوى جزء يسيرا مما تحتفظ به، وأن 70 في المئة من الأسماء، مازالت طي الكتمان، وأن «جهات نافذة» لم تحددها، طالبتها بالتزام الصمت، بعدما كانت تزودها بانتظام منذ سنة 2003. بعد أن استمعت هيأة المحكمة للدفوعات الشكلية التي تقدم بها دفاع الموثقة في آخر جلسة، جاء دورها أمس للتعقيب على الدفوع الشكلية التي تقدم بها دفاع الموثقة، لتقرر رفضها جملة وتفصيلا، لمناقشة الجوهر، وتحديد جلسة اليوم الأربعاء للشروع في مناقشة القضية وسماع مرافعات الدفاع. حيث أوضحت الهيأة خلال مرافعتها على أن قانون الصحافة لا يلغي القانون الجنائي، وأن حالة التلبس مترتبة على الفعل الجنائي بالأثر، وأن إخبار المتهمة بحقوقها وإن كان متأخرا فإنه قبل الاستماع إلى أقوالها. ملف الموثقة يعود إلى يونيو الماضي، حينما اعتلقت من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وجرى التحقيق معها في ملفين منفصلين، يتعلق الأول بشيك بدون رصيد، وهو ملف كانت مطلوبة فيه من طرف أمن الحي الحسني، فيما الثاني المتعلق باللائحة ظل لمدة مصدر أبحاث سرية، انطلقت بعد أن نشرت اللائحة سرية تضم مجموعة من الأشخاص، في مواقع الإلكترونية. تضم اللائحة الاسم الكامل والوصف الجسماني للأفراد المشهر بهم، كلون الشعر والعينين والقامة، والحالة العائلية، ونبذة عن علاقاتهم، وعنوان سكنهم ورقم هواتفهم، بل ونوع السيارة التي يمتلكونها، والعلاقات التي نسجوها. كما تحدثت اللائحة عن علاقات جنسية وسهرات افتراضية، تُستهلك فيها المخدرات الصلبة بشقق وسط الدارالبيضاء، قِيل إنها مسربة من الشرطة القضائية. معطيات كتبت بلغة فرنسية وبطريقة تشبه التقارير الاستخباراتية من حيث الوصف الدقيق، تخللتها لغة قانونية بالنظر للتكوين القانوني للموثقة الموقوفة. معطى خرجت المديرية العامة للأمن الوطني ببلاغ تكذبه، ووصفته ب«ادعاءات». أنس بن الضيف