حافلات جديدة شرعت في التجول صباح الإثنين الماضي بشوارع وأحياء تطوان، بالرغم من أنه لغاية نهاية الأسبوع المنتهي لم تكن وزارة الداخلية قد صادقت على كناش التحملات الخاص بتفويت المرفق للشركة الجديدة. تخوفات حقيقية بدت مع نهاية الشهر المنصرم على مسؤولين بالمدينة وهو التاريخ الذي يصادف سحب الحافلات القديمة من شوارع المدينة، في الوقت الذي بدأت فيه الزيارة الملكية لتطوان. مصادر من المدينة قالت إن جهات عليا تدخلت لاستعجال التوقيع على الكناش قبل يوم الإثنين فاتح يوليوز. وعلمت الجريدة أن الأمور كانت صعبة للغاية وأن التوقيع كان لزاما في ذلك اليوم لتفادي ما أسموه «الكارثة». ما كادت شمس يوم الأحد الماضي تشرق حتى كانت ولاية تطوان قد توصلت بالموافقة موقعة من لدن المصالح المختصة، فيما لم يكن للجماعة علم بذلك لغاية منتصف النهار. وبمجرد توصل الشركة المعنية بالقرار حتى عمدت لاستعراض حافلاتها الجديدة، في مسيرة طويلة وعريضة بمختلف شوارع وأحياء المدينة، أمام تصفيقات المواطنين وزغاريد بعض النساء، بعد أن عاش التطوانيون لحوالي 12 سنة يتنقلون على متن حافلات مهترئة، لشركات لم تغير أسطولها لسنوات ولم تجدده. لتأتي شركة «سيتي بيس ترانسبور» وتفك هذا الحصار بفوزها بالصفقة «السريعة» للجماعة الحضرية. أخيرا حافلات نظيفة وجديدة بتطوان، فالشركة التي فازت بالصفقة الأخيرة استطاعت أن «تفي بالتزاماتها» في الوقت المناسب، حيث وفرت مع أول أيام يوليوز 75 حافلة جديدة كلها، لتغطية 100% من الخطوط التي كانت عاملة من قبل، في انتظار أن يتم جلب مزيد من الحافلات لتغطية خطوط جديدة، حيث يتوقع أن يصل عدد الحافلات العاملة في غضون 12 شهر المقبلة لحوالي 127 حافلة. مدير الشركة المذكورة، قال في اتصال هاتفي للجريدة «إنها أحسن هدية لساكنة تطوان في هذا الصيف، فرغم الإكراهات والصعوبات التي صادفت توفير الحافلات، فقد كنا في الموعد». في الموعد فعلا ولحسن الحظ، فسرعة إبرام الصفقة والوقت غير الكافي لترتيب الوضع، والمصادقة عليها من طرف الجهات المختصة، كل ذلك تم في فترة وجيزة، يستحيل معه حتى توفير الحافلات الجديدة، حيث وجدت الشركة الفائزة بالصفقة صعوبات كبيرة في طلب حافلات جديدة وتوفيرها لهاته الفترة بالذات. ولتكون حافلات في المستوى الجيد جدا، وبأثمنة مناسبة قد تغني المواطنين عن صراع البحث عن سيارة أجرة، أو الخضوع لابتزازات بعض السائقين. حتى أن هناك من علق على صفحته في حسابه على الفيسبوك أنها «حافلات رائعة وبأثمنة مناسبة تستحق أن تركب فيها حتى وإن لم يكن لديك غرض للتوجه لمكان ما». ويعلق بعض المتتبعين لشأن النقل الحضري أن الحفاظ على هذا المكتسب من طرف المواطنين هو أساسي، كما أن الشركة المعنية عليها أن تكون بدورها في مستوى الصيانة والتجديد، حتى لا يعاد سيناريو الشركات السابقة، التي كانت قد بلغت حافلاتها لمستوى لا يمكن حتى النظر إليه… مصطفى العباسي