مع افتتاح الجلسة، نادى القاضي على المتهم الأول، فإذا بشخص قصير القامة يقف أمام الهيأة في حالة اعتقال، وبعد التأكد من هويته التي جاءت مطابقة لما جاء في محضر تصريحاته المدونة من طرف الضابطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي بتارودانت. القاضي: أنت متابع من طرف وكيل الملك بهذه المحكمة بالسكر العلني وإحداث الفوضى والاعتداء على الأصول، كنتي سكران. المتهم: إيه كنت سكران القاضي: أشنو شربتي؟ المتهم: شربت الماحيا. القاضي: إيه ملي سكرتي ودخلتي للدار، أشنو وقع ليك مع الوالدة ديالك؟ المتهم: والله أسيدي ما وقع والو، راه خويا هو اللي دار ليا هاد الشي. القاضي: سبيتي أمك وتكرفستي عليها؟ المتهم: حاشا لله واش سبيت الوالدة، راه غير خويا اللي بغا يدي لينا الورث ودار لي هاد الشي؟ القاضي: ولكن عند البوليس كولتي ليهم كنتي سكران وسبيت أمك وهنتيها؟ المتهم: البوليس ما كالوا ليا هاكا، كالو ليا عندك السكر العلني وإحداث الفوضى أو صافي. ثم دخل المتهم في سرد القصة التي أوقعت به داخل دهاليز السجن الفلاحي بتارودانت، نافيا كل الاتهامات المنسوبة إليه. وبعد تفحص أوراق الملف الموالي، نادى رئيس الهيأة على متهم آخر والمتابع بتهمة إصدار شيك بدون مؤونة، وبعد التأكد من هويته وتنازله على مقتضيات المادة 385 من المسطرة الجنائية، وقبل الدخول في مناقشة فصول القضية، تقدم شخص نحو الهيأة وبيده ملف أصفر اللون ووسطه ورقة، اتضح أنها تنازل عن الشكاية التي بسببها تم اعتقال الظنين، تسلمها القاضي وبعد أن تفحصها عرضها على ممثل النيابة العامة، بعد حين طلب من المشكتي العودة إلى مكانه. القاضي: أنت متابع من طرف النيابة بهذه المحكمة بتهمة إصدار شيك بدون مؤونة، هاد الشيك ديالك؟ المتهم: نعم أسيدي ديالي. القاضي: أنت اللي موقعو؟ المتهم: إيه سيدي الرئيس، أنا اللي موقعو. القاضي: وعلاش ما وفرتي الفلوس ملي مشا المشتكي باش يتخلص؟ المتهم: راه كنت عاطيه ليه على سبيل الضمان، وفي الوقت اللي مشى للبنك أنا كنت خرجت الفلوس. طالب رئيس الهيأة من كاتب الضبط تدوين تصريحات المتهم التي من خلالها اعترف بالمنسوب إليه. نادى الرئيس على متهم آخر كان في حالة اعتقال فيما تخلف باقي الأظناء المتابعين في نفس الملف، ووسط قفص الاتهام، وقف شاب في عقده الثاني من العمر يرتدي جاكيط بيضاء اللون وسروالا أسود. القاضي: وبعد أن تأكد من هوية الظنين، ذكره بالمنسوب اليه، حيث متابعته بتهم السكر العلني والحيازة والاتجار في المخدرات والعلاقة غير الشرعية، كنتي سكران؟ اعترف المتهم بتهمة السكر العلني. القاضي: كتبيع الحشيش؟ المتهم: لا والله ما كنبيع. القاضي: كتكميه؟ المتهم: كنكمي ولكن ماكنبيعش. القاضي: البنت اللي كانت لقاوها معاك، أشنو هيا العلاقة اللي بينك وبينها؟ المتهم: زميلة ديالي وصافي. القاضي: كيفاش زميلة ديالك؟ وضح آش من نوع ديال الزمالة اللي بينك وبينها. المتهم: زميلة وصافي. القاضي: واش بينك أو بينها شي عمل أو تجارة؟ المتهم: لا أسيدي. القاضي: وكيفاش زميلة وصافي؟ المتهم: صاحبتي. القاضي: اش كتقصد بصاحبتك؟ واش كتمارس معها الفساد؟ المتهم: لا أسيدي. القاضي: وأشنو بغيتي تكول؟ المتهم: عشيقتي. القاضي: عشيقتك؟ واش كتمارس معها الفساد؟ المتهم: راه معروفة هي بممارسة الفساد. القاضي: واش انت مارستي معها؟ المتهم: إيه مارست معاها. وبعد مغادرة المتهم الجلسة، نادى الرئيس على رقم واسم المتهمين المواليين، وإذا بشخص في عقده الثالث من العمر مصحوبا بفتاة من مواليد 1991 وامرأة في عقدها الخامس من العمر، يحلون محل المتهم السابق بقفص الاتهام، وعلى الجانب الأيسر من رئيس الهيأة، وقف دفاع المتهم الذي سجل مؤازرته للظنين الأول، في حين تنازل باقي الأظناء على مقتضيات المادة 385 من قانون المسطرة الجناية التي تخول لهم المطالبة بمهلة لإعداد الدفاع أو الدفاع عن أنفسهم، وبعد التأكد من هوية الأظناء الثلاثة، ذكر الرئيس المتهمين بفصول المتابعة والتهم المنسوبة إليهم، حيث إعداد محل للدعارة بالنسبة للأول، والفساد والتحريض عليه بالنسبة لباقي الأظناء، وقتها تدخل دفاع الظنين الأول وطالب بتأخير الملف إلى وقت لاحق من أجل إعداد دفاعه، كما تقدم بملتمس تمتيع موكليه بالسراح المؤقت. بدأ رئيس الجلسة يقلب أوراق ملف آخر، ثم نادى على المتهم الموالي وأحد المسرحين في حالة اعتقال، تقدم الأول ثم تقدم الثاني، وبعد التأكد من هويتهما، صرح من خلالها أنهما يقضيان عقوبة حبسية سالبة للحرية بالسجن الفلاحي بتارودانت بتهمة الاغتصاب، مشيرين إلى أن ملفيهما منفصلين، أضاف على إثرها المتهم الأول أنه على مشارف مغادرته للسجن بعد ثلاثة أشهر فقط، طالب القاضي من المسرح مغادرة القاعة إلى حين المناداة عليه، ليعود المسرح إلى القاعة المخصصة للسجناء مرفوقا بشرطي الحراسة. الرئيس: انت متابع بتهمة الحيازة والاتجار في المخدرات، هداك الحوك ديال الكوفيتير اللي لقاو عندك فالزنزانة، ديالك؟ المتهم: والله أسيدي ما ديالي ومعرفتش شكون اللي دارو ليا فالفراش. القاضي: والحشيش اللي فيه، ديال من؟ المتهم: ما عرفتش ديال من؟ القاضي: فين لقاوه؟ المتهم: لقاوه بين حوايجي. القاضي: شكون اللي دارو تماك؟ المتهم: أنا والله ما درتو، راه غير المكلف هو اللي بغا يلفق ليا هاد التهمة بمساعدة رئيس المعقل. تشبث المتهم بالإنكار، دفع برئيس الهيأة المناداة على المسرح، هذا الأخير وبكل طلاقة، صرح أنه هو من أقدم على الإبلاغ عن الجريمة، لكونه رئيس الغرفة والمسؤول على سلامتها، موضحا أنه عاين عددا من المشتبه بهم يزورون بين الفينة والأخرى المتهم الأول، وعند كل زيارة كان يشم رائحة المخدرات داخل الغرفة، مما كان له وقع في نفسه، ونظرا للمسؤولية الملقاة على عاتقه، قام بالإبلاغ عن الجريمة، وعليها، قامت لجنة تفتيش تابعة للسجن الفلاحي بتارودانت، بزيارة مفاجئة إلى الغرف، أثناء إخضاعها للتفتيش، وبذلك تم العثور على المخدرات داخل الغرفة. وبعد أن أعطيت الكلمة للمتهم للتعقيب، نفى أن يكون صاحب المحجوز، والله أسيدي يلا هاد السيد تعدى عليا، والله ما ديالي داك الشي. عاد المتهم إلى مكانه في انتظار ما ستسفر عنه فصول المداولة. من جهته، حل متهم آخر بقفص الاتهام، وكان شخص في عقده الرابع من العمر، وقفت إلى جانبه، سيدة في عقدها الخامس من العمر، وشاب آخر في عقده الثالث من العمر ثم شاب آخر يرتدي قبعة على رأسه، ومع انطلاق المحاكمة، اتضح أنه المعني بالأمر، يعاني من اضرابات نفسية وأنه ضحية المتهم. بعد التأكد من هوية المتهم وهو متزوج لا سوابق له. القاضي للضحية وشقيقه ووالدته: واش بغيتو تأكدو شكايتكم أو عندكم مطالب أخرى؟ شقيق الضحية: أسيدي ما بغينا والو، بغينا العدالة تاخد مجراها ومعاقبة المتهم. القاضي: سيروا لبلايصكم، ثم التفت إلى المتهم، واش غادي دوز اليوم أو بغيتي مهلة لإعداد الدفاع؟ تنازل المتهم عن حقه في إعداد الدفاع. القاضي: آش بينك وبين المشتكي؟ المتهم: ما كنعرفوش أسيدي، والله مابيني وبينو والو. القاضي: ماكتعرفو كاع؟ المتهم: ما كنعرفوش ولكن غير كانشوفو. القاضي:هو كيتهمك أنك ديتيه ومارستي عليه الفساد. المتهم: والله أسيدي مامسيتو تلقيت معاه وكال ليا وصلني وصلتو صافي. القاضي: مالك كتبكي؟ بصراحة، واش فعلتيها؟ تمسك المتهم بالإنكار وعيناه تذرفان الدموع، في حين وبعد أن أعطيت الكلمة لممثل النيابة العامة التمس إدانة المتهم بالمنسوب إليه. القاضي: شوف، واش عندك ما تضيف للملف؟ المتهم: ندمت أسيدي علاش حتى خرجت كاع حتى نتلاقى معاه. طالب الرئيس من المتهم العودة إلى مكانه في انتظار إصدار الحكم.