كشف اللقاء التنسيقي الذي عقدته «جمعية دعم وحدة حماية الطفولة» مع رؤساء فرق الأحداث وخلايا العنف ضد النساء بالمناطق الأمنية على صعيد ولاية أمن الدار البيضاء، عن ارتفاع عدد حالات الاعتداء الموجهة ضد الأطفال من شتى أنواع العنف الحسي والنفسي والجسدي والمركب، والتي وصلت خلال سنة 2012 إلى 4238 حالة، عند إحالتها على المستشفيات ومراكز الشرطة والدرك أو المؤسسات القضائية على صعيد جهة الدارالبيضاء. وكان اللقاء التنسيقي الذي دعت إليه مؤخرا «جمعية دعم وحدة حماية الطفولة» بمدينة الدارالبيضاء، شهد حضور عدة متدخلين في مجال حماية الطفولة على مستوى جهة الدارالبيضاء (وزارة العدل، المحكمة الابتدائية، محكمة الاستئناف، وزارة الصحة، الطب الشرعي للمستشفى الجامعي ابن رشد، وزارة التربية الوطنية، أكاديمية الدارالبيضاء، وزارة الشبيبة والرياضة ومراكز حماية الطفولة) وممثلين عن جمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال حماية الطفولة، وعرف تقديم استراتيجية الحد من مواجهة جميع أشكال العنف والاعتداءات الممنهجة في حق الطفولة بجهة الدارالبيضاء، التي أصبحت تمارس في جميع الأماكن العمومية والخاصة، وتبتدئ من البيت والمدرسة والشارع العام ولا ينتهي حصرها بمراكز الإيواء ومقرات العمل والسجن أو المحلات التجارية والمخيم الصيفي والمستشفى، تؤكد «السعدية السرغني» رئيسة جمعية دعم وحدة حماية الطفولة، التي دعت إلى تخصيص مجموعة فرق عاملة للمواكبة الطبية للأطفال ضحايا الاعتداءات لدى الطب الشرعي والنفسي والمواكبة القضائية بالمحكمة الابتدائية والإستئناف أو الدرك الملكي أو الشرطة، وفي التعليم، مع تقديم الدعم النفسي والاستشارة القانونية بالوحدة. اللقاء التنسيقي بين كافة المتدخلين في مواجهة ظاهرة الاعتداءات الموجهة ضد الأطفال، عرف تقديم المخطط الاستراتيجي لسنة 2013/2014 للجمعية، في إطار العلاقة مع المخطط الاستراتيجي لوزارة التضامن والأسرة والمخطط الوطني للطفولة تحت شعار:«المغرب جدير بأطفاله»، حيث تعمل من خلاله الجمعية على إيجاد آلية جديدة لحماية الطفل بعد استقبالها 600 حالة خلال سنة 2012. ويبقى العدد مرشحا للارتفاع، حسب تقديرات سنة 2013، على أن يصل إلى 700 حالة، وذلك ناتج عن الإقبال الذي تشهده الوحدة والوعي المتنامي داخل الوسط الاجتماعي. وأكدت توصيات اللقاء التنسيقي على الاهتمام بمعالجة الظاهرة بضرورة إقامة موائد مستديرة وخلق ورشات عمل وخلق موقع إلكتروني للتواصل، وعقد اجتماعات دورية مع الأطر العاملة من أجل تقوية القدرات المهنية لجل العاملين في هذا المجال. وتؤكد إحدى التوصيات على التواصل مع باقي الفاعلين بما في ذلك الإعلاميين بإنجاز تقارير أو خلق برامج وتحقيقات صحافية سواء مرئية أو مسموعة، وعقد ندوات صحفية قصد التعريف بهذه الظاهرة، إلى جانب العمل على خلق آليات التنسيق مع مختلف الفاعلين لخلق قوة تواجه كل أشكال العنف المسلط على الأطفال مع تيسير مسطرة التكفل بالأطفال والإيواء، وتنظيم ندوات تخص الطفل وتتبع كل قضاياه وتنظيم أنشطة لتقوية قدراته الجسدية والفكرية والخلقية.