ما كل مرة تسلم الجرة، مثل عربي قديم، تكررت عبرته بمنطقة إمسوان الشاطئية المطلة على محيط أكادير. الحادث وما فيه أن إحدى الشركات الموريتانية عادت للمرة الثانية لتنقل صهريجا معدنيا ضخما على متن شاحنة ضخمة من مدينة المحمدية نحو موريتانيا، غير أن مصيره انتهى منقلبا في منحدر بهذه المنطقة بين الجبل والبحر، حيث مازال المسؤولون عليه يبحثون إمكانية إعادته ليرسو فوق الشاحنة. الشاحنة كانت تتأهب للاستدارة بأحد المنعرجات الموجودة بمنحدر فمال الصهريج الضخم ليهوي إلى الأسفل محدثا دويا سمع على مسافة بعيدة بمنطقة إمسوان. هو ثاني صهريج يتم نقله فوق شاحنة تصل مقطورتها حوالي 32 مترا، ويقارب وزنه 50 طنا، الشاحنة تتحرك فوق 34 عجلة وتسير بسرعة لا تتجاوز 10 كلم في الساعة. رحلة الخزان الأول انطلقت من المحمدية خلال شهر يونيو من السنة الماضية، وقضت قرابة شهرين لتصل مناجم صهر الحديد بمنطقة الزويرات بموريتانيا، الشاحنة تتحرك بالنهار وتستريح بالليل بسبب صعوبة تحرك هذا الجسم، وتعذر الالتجاء لقطع التيار عن المناطق التي يمر منها. رحلة الصهريج فوق الشاحنة العملاقة سلكت المدن الشاطئية لتصل مدينة الصويرة باتجاه أكادير، بعد ثلاثة أيام دخلت المجال الترابي لأكادير، وكتب لها أن تتوقف اضطراريا بإمسوان. الرحلة الأولى خلال شهر يونيو تسببت في مجموعة من الانقطاعات المفاجئة للتيار بسبب اضطرار التقنيين والفنيين المرافقين للرحلة إلى قطع التيار وإزالة الحبال العلوية التي تعترض الصهريج، إلى جانب عرقلة حركة السير لمدة طويلة بحكم أن عرض الصهريج يستحوذ على الشارع برمته. الصهريج العملاق في كل مرة خرج يثير جدل كل من يشاهده بطرقات المملكة يسير سير السلحفاة، متسببا في عرقلة السير، لأنه يستحوذ على 80 بالمائة من عرض الطريق. تمكن الصهريج الأول من دخول مناجم الزويرات غير أن الرحلة الثانية انتهت به في الهاوية، وأصيب جراء ذلك باعوجاج وأضرار ستستدعي دخوله مرحلة صيانة جديدة، بعد أن يتم جلب رافعة لوضعه من جديد فوق المقطورة. الصهريج حسب معلومات متفرقة استوردته مناجم الحديد بالزويرات التابعة للدولة الموريتانية مجزءا وركب بمدينة المحمدية، وسيستعمل في عملية صهر الحديد. إدريس النجار