بعد أن توجه إليها لتقديم إفادته في شأن مشكل عائلي بسيط فاس : محمد المتقي شهد مقر المنطقة الإقليمية للأمن الوطني بمدينة تاونات مساء يوم الجمعة 29 مارس المنصرم حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال حدثا مأساويا، لم يكن في الحسبان، حيث شاءت الأقدار الإلهية أن يلفظ جندي سابق أنفاسه الأخيرة في مقر هذه المصلحة، وهو ما أثار ذهول الجميع ممن أوجدتهم الصدفة في ذات المكان بمن فيهم أفراد من عائلة الهالك، الذين سقطت وفاته على نفوسهم كقطعة ثلج باردة أربكت الجميع، في وقت كانت الأمور تسير بشكل عادي داخل المنطقة الأمنية. وتعود تفاصيل الحادث كون الجندي السابق، استدعت الضرورة حضوره في ذاك اليوم إلى مقر المنطقة الأمنية بتاونات رفقة شقيقه لتقديم إفادة وشهادة في حق ابنة شقيقه، التي كان برفقته، وهما بصدد تقديم شكاية بشقيقها مفادها أن هذا الأخير عنفها. واعتبار لكون الأمر لا يعدو كونه شجارا بين أخ واخته، سارع والدهما رفقة أخيه الهالك اللحاق بها في ذات المصلحة الأمنية من أجل القيام بما يلزم لطي الملف بين الأخ وأخته. غير أنه جرى مالم يكن في الحسبان، فبينما الهالك يقتعد أحد مقاعد المصلحة المعنية بالشكايات بالمنطقة الإقليمية للأمن الوطني بتاونات. وفي غفلة من أعين الجميع سواء أفراد عائلته بما فيهم ابنة أخيه المشتكية وأفراد رجال الشرطة بالمصلحة نفسها إذا به تحول إلى جثة هامدة بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة عقب تعرضه لنوبة قلبية حادة، وهو ما شكل صدمة وحزنا لجميع الحاضرين. حادث سارع مسؤولو الأمن بالمنطقة إلى إشعار النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتاونات به، حيث تم إصدار التعليمات القانونية والإجرائية الواجب اتخاذها في مثل هذه الحالات، وأعطيت الأوامر بنقل جثة الهالك على متن سيارة إسعاف الوقاية المدنية إلى المستشفى الإقليمي لإخضاعها للتشريح الطبي من أجل التأكد من أسباب وفاة الهالك المزداد سنة 1958، والذي يتحدر من منطقة الحياينة، بينما يقطن بحي حجر دريان بتاونات، وهو متزوج وخلف وراءه ستة أبناء. وأكدت مصادر مقربة من عائلة الهالك أنه كان يعاني من أمراض مزمنة، خصوصا مرض السكري، وكان يداوم على استعمال حقنة الأنسولين ،فضلا عن معاناته من مرض القلب ألزمه إجراء عملية في السنوات الأخيرة، وأنه مدمن بحكم الأمراض التي كان يعاني منها على استعمال كمية كبيرة ومتنوعة من الأدوية يوميا. وعلمت «الأحداث المغربية» أنه تم يوم السبت 30 مارس المنصرم دفن جثة الهالك بعد أن تم اتخاذ كل الإجراءات القانونية، وبأمر من النيابة العامة تم تسليم جثته إلى أسرته بعد أن خضعت للتشريح الطبي، ليوارى جثمانه في مقبرة بمدينة تاونات.