مرة أخرى يقدم تلميذ، يتابع دراسته بالثانوية الإعدادية:عثمان بن عفان” بجماعة الأوداية بمراكش، على تسجيل اسمه ضمن قائمة”التسيب” الذي بدأ يرخي بظلاله على قطاع التربية والتعليم بالبلاد. قرر التلميذ المذكور في لحظة طيش طافحة، تسديد سهام اعتدائه صوب جسد مدير مؤسسته التعليمية، ووشمه بعلامات ضرب وجرح، تركت آثارها واضحة على وجه وجسد المسؤول التربوي المعني. حسب المعلومات المتوفرة، فإن التلميذ ( 17 سنة) الذي يتابع دراسته بالسنة الثانية إعدادي، دأب على التحرش بتلميذة تدرس بمستوى السنة الثالثة إعدادي بذات المؤسسة، ماجعلها بعد ان طفح بها الكيل،ولم يعد في قلبها متسع للتحمل، إلى تقديم شكاية بالامر عبر بعض أفراد أسرتها لادارة الثانوية. الإدارة التي “لم تكذب في عيطة”، بادرت إلى تطبيق القانون الداخلي للمؤسسة، ومباشرة عملية توقيف التلميذ المتحرش،إلى حين عرضه على أنظار المجلس التأديبي، بحضور ولي أمره. قرار لم يرق للتلميذ وأدخله شرنقة الغضب الهستيري، وبالتالي قراره تفعيل منطق “الحاكم بأمره”، في حق المسؤول الأول بالمؤسسة، مدفوعا بفورة الغضب، اتجه مباشرة صوب مكتب المدير، وعاجله بسيل من التهديد والوعيد، مع التلويح في وجهه بالويل والثبور وعظائم الأمور،قبل أن يتوجه الموقف بقذف المسؤول التربوي،ببعض التجهيزات المكتبية التي طالتها يده، وبعض ما تيسر من ” طريحة” الضرب والإعتداء. منجنيق الاعتداء امتد ليطال بعض الوثائق الادارية، المتواجدة بمكتب المدير، والتي عاتت فيها يد التلميذ تمزيقا وبعثرة، ولسان حاله يردد” اللي بغا يقرا،العام طويل”. تدخلت بعض الأطر التربوية والإدارية على خط الواقعة، وقامت بمحاصرة جموح التلميذ، مع ربط الإتصال بمصالح الدرك الملكي، التي انتقلت بعض عناصرها لفضاء المؤسسة، وعملت على توقيف التلميذ المعتدي. توجه المدير للمستشفى قصد علاج ما أفسدته فصول الإعتداء، انتهى بمنحه شهادة طبية حددت مدة العجز في 20 يوما، كانت كافية لتسييج المراهق بحبال التوقيف ، وإحالته على النيابة العامة التي أمرت بمتابعته في حالة اعتقال بتهمة الضرب والجرح وتمزيق وثائق ادارية رسمية، ليودع بعدها أسوار سجن بولمهارز، في انتظار عرضه على القضاء. مجريات التحقيق كشفت عن تخبط التلميذ في مشاكل عائلية، أثرت سلبا على مساره الدراسي، ليراكم نتائج سلبية، استدعت فصله عن الدراسة، قبل أن تعود جدران الثانوية لاحتضانه من جديد اعتمادا على طلب استعطاف، وهي التجربة التي لم تكن كافية لنزع فتيل تمرده وجموحه، الذي أدى به في النهاية لركوب قطار المعتدين على الأطقم التربوية والادارية، التي أصبحت إحدى العلامات المميزة لواقع تعليمي تنخره كل أسباب الإنحطاط والتدهور. إسماعيل احريملة