“نور الدين الصايل صهيوني وزوجته نصرانية كتمثل مع الإسرائيليين”! قال الأمين بوخبزة في مداخلته بدورة الجماعة الحضرية لتطوان. دورة تركت كل فصول المصاريف والمداخيل، ووقفت عند نقطة واحدة هي مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط. أطلق قيادي في حزب العدالة والتنمية، العنان للسانه، موجها شتى التهم لمدير المركز السينمائي المغربي وزوجته. اتهم نادية لاركيط بكونها “نصرانية” نشرت صورها العارية في مجلات أجنبية. حاول الاستدراك قائلا “هاد المرة ما غاديشي نجبد الأسماء باش ميدعيونيشي”. مع ذلك لم يقيد لسانه واتهم الفنانات دون ذكر أسمائهن بالدعارة والفسق! ولم تسلم إدارة مهرجان تطوان السينمائي من سيل اتهاماته ناعتا إياها بأنها تعرض “الأفلام الجنسية” في مهرجانها، وهو ما يخالف شرع الله ويفسد الأخلاق. لم يغلق بوخبزة القوس، ويغير وجهة مداخلته، بل خاطب زملاءه المستشارين والسلطة المحلية، مناشدا إياهم التصويت ضد الميزانية المخصصة للمهرجان المعني، مذكرا إياهم بلغة الخطيب أنهم إن هم صوتوا لصالح تلك الميزانية، سيكونون مشاركين في “هذا الفسق”، وأنهم سيحاسبون على ذلك يوم القيامة. ناشد بوخبزة المستشارين أن يرفضوا ذلك «الفسق»، وأن يصوتوا ضد الجزء المخصص في الميزانية لدعم مهرجان تطوان السينمائي. دعم دعوته بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، لكنه لم يستطع إقناع المستشارين. إثنان فقط منهم صوتوا ضد هذا الفصل، فيما صوت أغلب المستشارين بمن فيهم قياديون بالعدالة والتنمية، مع الفصل المخصص لدعم مهرجان تطوان. “الفراجة كانت في دورة الجماعة الحضرية لتطوان”، تلك خلاصة ما خرج به الحاضرون والمتتبعون لدورة فبراير للجماعة الحضرية لتطوان. دورة كانت منذ البداية تنذر بالكثير من المفاجآت. البداية كانت مع الجمعية الوطنية لمحاربة الفساد في وقفتها المساندة لإضراب عمال النقل الحضري، ببوابة الجماعة الحضرية قبل أن يرفع هؤلاء يافطاتهم داخل القاعة للحظات. فيما المعطلون استغلوا بدورهم المناسبة لتوزيع بياناتهم والتعبير عن احتجاجهم. حتى ساكنة شارع المحمدية المفروض عليهم موقف لسيارات الأجرة، لم يفتهم يحضروا إلى هناك لشرح المشكل المطروح، ومطالبة الرئيس بعقد اجتماع لتدارسه. قد يبدو ذلك عاديا ومقبولا في ظل الجو الذي تعيشه المدينة، لكن ما شكل “ابتكارا جديدا” هو الذي حدث بعد أن بدأ بعض أعضاء المعارضة يتدخلون في إطار نقط نظام أو في مداخلاتهم لمناقشة الحساب الإداري. ماذا حدث؟! يتدخل المستشار المعارض فتعلو أصوات شبان يصيحون “هو.. هو.. هو…” كما لو أن الأمر يتعلق بجمهور كرة القدم! ليس هذا فقط. كلمات واتهامات خطيرة، بل هناك من اختار قاموسه من الكلمات النابية مثل “أولوايس” وغيرها. أمر أثار حفيظة المستشارين منذ الوهلة الأولى، قبل أن يتهم بعضهم الرئيس بكونه جلب بعض شبان حزبه لكي يضايقوا المعارضة أثناء تدخلاتها، مطالبين السلطة المحلية بتحمل مسؤوليتها في ذلك. فريق الإتحاد الإشتراكي المشارك في التسيير، طلب رفع الجلسة للتشاور، قبل أن يعود مستشاروه مطالبين رئيس الجلسة بتحمل مسؤوليته، وخيروه بين إنهاء تلك المهزلة أو أنهم سيضطرون إلى الانسحاب. بعد ذلك اتخذت المعارضة المكونة أساسا من التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية، قرار الإنسحاب لعدم توفر شروط انعقاد الدورة، واتهموا الرئيس بتجنيد أشخاص غرباء عن المجلس لأجل “عرقلة تدخلات المعارضة وفضح خروقات الحساب الإداري”. أمر لم يعلق عليه فريق العدالة والتنمية، فيما نفى الرئيس أن يكون “مشاركا” في ما يدعيه أعضاء المعارضة. يذكر أن دورة فبراير المنصرمة، كانت قد شهدت سيناريوها مشابها لما وقع مساء الإثنين المنصرم، حيث ذكر بوخبزة عددا من الفنانات المغربيات والمصريات بأسمائهن ونعتهن بأقبح النعوت، وخلف ذلك ردود فعل متباينة، ودفع ببعضهن لرفع دعاوى قضائية ضده. مصطفى العباسي