توقفت امرأة تنتظر مجيء حافلفة النقل العمومي في محطة "الأوطوبيس" أمام مستشفى الشيخ زايد بالرباط. فجأة، بدأت المحطة تعج بالناس. بدا أن أسئلة كثيرة تدور في خلد المرأة. سألت طالبا: "شنو واقع اليوم؟ ياك لاباس؟". رد عليها الطالب بسخرية لاذعة: "داروها بينا الشلوح!" لم تدرك المرأة مغزى كلامه في بداية الأمر. أضاف الطالب موضحا: "دايرين محاضرة، ولكن ما جاوش." ففي تمام الساعة الثالثة والنصف بعد زوال أمس، كانت محطة حافلات النقل العمومي الموجودة على مقربة من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تستقبل عشرات الضيوف، في انتظار حافلة يستقلونها إلى وسط مدينة الرباط، التي شحت فيها وسائل النقل العمومي منذ شهور. وفد هؤلاء من مختلف أحياء الرباط وسلا، والدار البيضاء كذلك، لتتبع محاضرة الباحث البولوني "آدم ربينسكي" حول "التغيرات عند مجموعات الرحل الصحراوية". لكن المعهد الملكي اختار تأجيل المحاضرة إلى أجل غير معلوم بعد أن تعذر على الباحث البولوني، المتخصص في الثقافة الطوارقية، المجيء إلى المغرب بسبب الرماد البركاني المنبعث من جبل آيسلندي. ولم يكلف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط نفسه عناء إخبار جمهوره بتأجيل النشاط الثقافي، الذي كان يعتزم تنظيمه بتعاون مع السفارة البولونية في المغرب. واكتفى فقط بإعلان صغير معلق على أحد جدران المعهد. إذ لم يستسغ الكثيرون عدم إخبارهم بتأجيل المحاضرة، حيث كان المعهد قد بذل جهدا كبيرا في الترويج لنشاطه الثقافي. لكنه، في المقابل، لم يفعل الأمر ذاته، ليغني رواده عناء التنقل إلى المعهد. من جهة أخرى، كان من المنتظر أن يلقي الفيلسوف المغربي علي بنمخلوف، المقيم في الديار الفرنسية، يومي الخميس بدار الفنون بالرباط والجمعة الماضية بمركز "توين سانتر" بالدار البيضاء، محاضرة في موضوع "الحياة والكرامة وحقوق الإنسان"، وهي تندرج ضمن سلسلة المحاضرات الفلسفية، التي تنظمها مؤسسة "أونا". إذ لم تبلغ المؤسسة، هي الأخرى، جمهورها خبر تأجيل المحاضرة إلى يوم الجمعة القادم، إلا في وقت متأخر من هذا الأسبوع. كما تأجلت العديد من الأنشطة في مجال الثقافة، وفي مجالات أخرى، نتيجة الرماد الذي ينفثه البركان الآيسلندي منذ أزيد من أسبوع. إذ أغلق سماء أوربا في وجه النقل الجوي، ليحد من نشاط العديد من القطاعات المتوقفة على الطيران كتوزيع الجرائد والكتب، إلخ.