قررت غرفة المشورة لدى استئنافية الجديدة إلغاء قرار قاضي التحقيق القاضي بمتابعة المشتبه فيه باحتجاز شقيقه لمدة 15 سنة داخل كوخ مهجور بدوار “أولاد عسو” بجماعة مكرس في حالة سراح، ليصدر المدعي العام قرارا باعتقاله على ذمة القضية التي تمت متابعته فيها من طرف النيابة العامة بجناية الاحتجاز، إذ من المقرر أن تكون مصالح الدرك الملكي قد تحركت أول أمس الخميس من أجل إيداعه بالسجن المحلي سيدي موسى. و كانت قضية احتجاز المشتبه فيه لشقيقه البالغ من العمر حوالي 50 سنة قد تفجرت خلال منتصف شهر يناير الأخير، عندما تدخلت بعض المنظمات و الهيئات الحقوقية بإيعاز من ساكنة الدوار ذاته الذين ضاقوا ذرعا من الروائح النتنة التي باتت تنبعث من الكوخ مسرح الاحتجاز ليتم العثور عليه مكبل الرجلين بسلاسل و أقفال حديدية، عاري الجسد، بشعر أشعت و لحية كثة، و أظافر طويلة… و مازال الضحية يخضع لعلاج نفسي مكثف بقسم الأمراض العقلية و العصبية بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، حيث تدخلت السلطات المحلية و الأمنية من أجل إيداعه بالقسم ذاته عقب انتشاله من براثن الأزبال و النفايات التي كانت تحيط به داخل الكوخ مسرح الاحتجاز. و في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات التي تباشرها السلطات القضائية حول هذه القضية، فإن الآراء تضاربت حول ظروف احتجاز الضحية في ظروف لا إنسانية، ما بين محاولة الحد من اعتداءاته و ردود أفعاله الانفعالية تجاه الآخرين على اعتبار أنه يعاني من خلل عقلي، و محاولة الاستيلاء على أرض فلاحية كان يقوم باستغلالها.