ليلة بهيجة عاشتها الفضاءات المراكشية،بمناسبة احتفالات رأس السنة الميلادية، ميزتها الأجواء الصاخبة ومظاهر الفرح والابتهاج، خصوصا على مستوى المؤسسات والمرافق السياحية المبثوثة على طول بهجة الجنوب. التأهب والاستعداد لمواكبة أجواء الاحتفالات، انطلقت منذ ساعات مبكرة عبر انتشار واسع لعناصر الأمن والقوات المساعدة،مع استنفار رجال السلطة المحلية وأعوانها ليكونوا في الموعد،درءا لكل ما من شأنه تعكير مظاهر الفرحة. ولاية الأمن عملت على نشر بلاغ على نطاق واسع، لتنبيه المواطنين لمختلف الإجراءات التي تم اتخاذها، مع تحديد خريطة السير والجولان المعتمدة لدرء أي اختناقات مرورية، عبر غلق بعض الشوارع وتسييج ممرات أخرى لتسهيل الحركية. انطلقت الليلة بجولة تفقدية لمحمد فوزي والي الجهة لساحة جامع الفنا، باعتبارها القلب النابض للمدينة، ومركز تحركات المواكب الاحتفالية، حيث نبه المسؤول الأول بالجهة، بعض المصالح لضرورة توفير ظروف النظافة بالساحة المصنفة كثرات شفوي للإنسانية من طرف منظمة اليونيسكو، كما قادته الجولة لتفقد قاعة المراقبة الإلكترونية بمقر الشرطة السياحية،التي تتابع عن كثب عبر كاميرات المراقبة كل ما يجري بفضاءات الساحة. التصدي للتعثرات بالساحة انطلقت بدورها في حدود العاشرة ليلا، حين انتبهت بعض عناصر القوات المساعدة لاستنجادات سائحة أمريكية من ولاية فلوريدا، حاول أحد أصحاب ذوي السوابق،سرقة حقيبتها اليدوية”على عينيك أبن عدي”، قبل أن تجعله المقاومة الشجاعة للضحية لسل شفرة حلاقة وتوجيه طعنة أصابت السائحة على مستوى الفخذ، لتحيط به بعدها عناصر القوات المساعدة وتشل حركته، لتحيله على عناصر الفرقة السياحية. سائحة فرنسية كانت بدورها في مرمى استهدافات بعض المنحرفين، حين تعرضت لنشل حقيبتها اليدوية بما حوت من مبالغ مالية(2000درهم)، فيما تعرضت سائحة إيطالية لسرقة جواز سفرها وهاتف نقال. سائحة إيرلندية سرق منها هاتف نقال، تماما كما تعرض سائح ياباني لنفس السرقة وجواز سفره. في خضم هذه السلوكات المنحرفة، كانت عيون عناصر الأمن تراقب الوضع ، ما جعلها تنجح في اقتناص المتورطين وإبعاد خطرهم عن الشارع، مع تسجيل عشرات التوقيفات همت أشخاصا في حالة سكر طافح حجزت لديهم بعض قنينات الخمور من مختلف الأصناف والأنواع وكذا الأقراص المهلوسة. تاجر مخدرات ضبط بدوره بالجرم المشهود،وهو بصدد توزيع كميات من مخدر الشيرا على قبيلة”المبليين”. أصحاب العربات المجرورة والباعة المتجولين، لم يسلموا من حملات المطاردة، لإبعاد تشوهات المنظر العام، وفتح المجال أمام فضاءات السائحة للنعيم بأجواء الاحتفالات والمناظر البهيجة. بالجانب الآخر بالمنطقة السياحية، كانت المؤسسات الفندقية ودور الضيافة ترفل في لباس الاحتفالات على إيقاع الموسيقى الصاخبة التي امتدت أصوات بعضها لتصل لمسامع المارة. فنادق المدينة ومؤسساتها السياحية عرفت انتعاشة ملحوظة ، حيث بلغت نسبة الملء العام أزيد من94 في المائة،تشكل الزبناء بالأساس من مواطنين مغاربة قدموا من مختلف مدن وربوع المملكة،لتكون السياحة الداخلية بذلك قد نجحت في تغطية العجز الذي كانت تهدد به الأزمة المالية العالمية ،التي قلصت من حضور بعض زبناء السوق السياحية المغربية، خاصة بالدول الأوروبية كإسبانيا وفرنسا وإنجلترا… شخصيات دولية ونجوم عالم الرياضة والسياسة والفن كانوا بدورهم في الموعد،واختاروا فضاءات المدينة الحمراء للاحتفاء برأس السنة الجديدة، يتقدمهم السياسي الفرنسي المخضرم آلان جوبيه وزير الخارجية على عهد نيكولا ساركوزي. مواطنه مدير ديوان الرئيس الفرنسي كان بدوره حاضرا بمراكش،إلى جانب شقيق نيكولا ساركوزي وأسرته. مايسكوفيتش بيير وزير الاقتصاد الفرنسي الحالي، والقنصل العام لبلاده بالدار البيضاء فاليري بيير كانا ضمن ضيوف مراكش ليلة رأس السنة. مارين لوبين نجلة جون ماري لوبين زعيم الحزب اليميني المتطرف،تناست مواقفها الرافضة لوجود المهاجرين من”اكحل الراس”،وحلت وسط أهل الحضرة المراكشية على الرحب والسعة. جون فرنسوا كوبي الأمين العام لحزب من أجل حركة شعبية، وخليفة ساركوزي على رأس الحزب المذكور،اختار أن يقضي ليلة رأس السنة رفقة أفراد أسرته بمراكش الحمراء. تماما كما هو الشأن بالنسبة لبارزة الخياري النائبة الأولى لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي. بيير كازيراخي أمير امارة موناكو كان حاضرا ضمن ضيوف المدينة،وكذا جينيفر دوبورطير وزير الدافاع الهولندي،وجولي مليكيت وزير داخلية بلجيكا. سكاتا طاوفاشي سفير اليابان بأوكرانيا،فضل هو الآخر الهروب من صقيع أوربا الشرقية والاحتماء بدفء شمس مراكش، للاحتفاء بولادة السيد المسيح. النجم الكوميدي المغربي الأصل الفرنسي الجنسية ، والذي اختير هذه السنة كثاني شخصية أكثر تأثيرا في فرنسا جمال الدبوز،فضل كذلك الحضور رفقة زوجته الإعلامية ميليسا ، وبحضور مجموعة من الأصدقاء المقربين وأفراد عائلته، قضاء ليلة رأس السنة الميلادية بإقامته الفاخرة بمراكش. زميله الكوميدي جاد المالح، فضل إحياء حفل ساهر بحضور بعض ضيوفه وأصدقائه الأجانب بمقر إقامته الخاصة بمنطقة سيدي عبد الله غياث،في الوقت الذي اختار فيه نجم الفريق الملكي ريال مدريد كريم يبن زيمة إحياء حفلات البوناني بإحدى الإقامات الفاخرة بمنطقة النخيل. الأشقاء العرب والخليجيون لم يشذوا بدورهم عن قاعدة الاحتماء بالفضاءات المراكشية،لاقتناص لحظات استرخاء واحتفال بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة، فكان ولي العهد ونجل الملك الليبي السابق ادريس السنوسي أول الحاضرين رفقة نخبة من الوجوه السياسية والديبلوماسية الليبية. أمراء خليجيون شكلوا نجوم بعض الفضاءات السياحية الخاصة بالمدينة. إحياء أواء الاحتفالات نهضت على عاتق بعض نجوم الفن والطرب مغاربة وأجانب،فإلى جانب فرق موسيقية معروفة، كان عبد الرحيم الصويري،سعد المجرد،عبد العزيز طاهور،وبعض نجوم الراي ملح الأنغام التي أطربت وهزت ضيوف المدينة الحمراء. محمد موقس تصوير:عبد النبي الوراق