شكلت مراكش، ومنذ سنوات خلت، قبلة لعدد لا يستهان به من السياح الأجانب والزوار المغاربة القادمين والوافدين من مختلف أنحاء المعمور وجهات المملكة للاحتفال وإحياء سمر مقدم السنة الميلادية الجديدة. وتمكنت عاصمة النخيل، في هذه المناسبة بالذات، من أن تسرق الأضواء بعد أن صارت تستقطب عددا لا يستهان به من الشخصيات العالمية المرموقة من نجوم الأدب والفن والسياسة والسينما وأصحاب المال والأعمال لقضاء آخر فترات السنة بعيدا عن الرسميات وضغوطات العمل. على أن وجهة إقامة كل فئة من ضيوف مراكش تختلف بحسب المكانة الاجتماعية والإمكانيات المادية حيث أن منهم من يفضل الإقامة بالقصور أو بجناحات ملكية أو راقية بالفنادق الفخمة أو بإقامات فاخرة فيما يتجه اهتمام آخرين إلى دور الضيافة أو الشقق المفروشة أو مراكز الاصطياف بالمدينة، وحتى منازل الأقارب والأحبة بمختلف أحياء المدينة أو الفنادق غير المصنفة القريبة من ساحة جامع الفناء. وكان أول الوافدين على مراكش الجمعة الماضية، وكما كان الأمر خلال نفس الفترة من السنة الماضية، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رفقة زوجته كارلا بروني، في فترة إجازة مدتها أربعة أيام حيث العودة إلى فرنسا في الثلاثين من شهر دجنبر الجاري وفق ما جاء في قصاصة لوكالة الأبناء الفرنسية. ونجد من بين الأسماء الحاضرة بمراكش الحمراء للاحتفال بحلول السنة الجديدة الممثل جمال الدبوز وزوجته مليسا واللاعب الدولي الفرنسي أنيلكا إضافة إلى أمراء من الخليج وقادة دول أوروبية ووفد من الكونغرس الأمريكي والبرلمان المكسيكي. والمناسبة شرط فرضت على السلطات الأمنية بمراكش إعداد مخطط استباقي وتدابير وقائية واحترازية مشددة على خلفية المذكرة الأمنية الأخيرة الصادرة عن وزارة الداخلية والخاصة باحتفالات السنة الميلادية. وبمختلف النقط الأساسية والمحورية بالمدينة، تمت ملاحظة انخراط الأجهزة الأمنية بمختلف أصنافها في تطبيق معالم هذه الخطة الأمنية. وسجلت إجراءات أمنية مكثفة على مقربة من مقرات التمثيليات الأجنبية والأحياء الراقية والفنادق السياحية والملاهي والأندية الليلية، وقرب المصالح الإدارية والمطار وساحة جامع الفناء.. وتم منع وقوف السيارات بالقرب من كل المقرات الحساسة وبخاصة على طول شارع محمد الخامس ومحمد السادس، كما بدا الحرص على تنظيم حركة المرور والتخفيف من الضغط والاكتظاظ والفوضى باعتبارها من أبرز المظاهر التي أضحت تميز مختلف شوارع ومسالك المدينة. كما تمت ملاحظة انتشار هام لعناصر الأمن بمختلف المواقع الهامة والحساسة وقيامهم بحملات تمشيطية واسعة من خلال الاعتماد على دوريات منتظمة تجوب مختلف شوارع المدينة بشكل اعتيادي بالليل أو النهار. كما قررت ولاية أمن مراكش، إضافة دوريات أمن مشكلة من مفتشي شرطة بالزي المدني وظيفتها السهر على أمن وسلامة الوافدين على مراكش. ومن جهتها عمدت بعض الفنادق السياحية والنوادي الليلية إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية من خلال الرفع من عدد أفراد الأمن الخاص وتثبيت أجهزة سكانير ومزيد من كاميرات المراقبة. وارتباطا بالموضوع تمكنت إحدى شركات الأمن الخاص بمراكش، المتخصصة في حراسة الشخصيات العالمية وفي مختلف المجالات، من اقتناص صفقات للقيام بهذه الوظيفة خلال هذه المناسبة بالمدينة.