كل عبارات الدعم و المساندة الصادرة، قبل أشهر قليلة، عن قيادات البوليساريو في حق المبعوث الأممي إلى الصحراء انقلبت وعيدا و تنديدا بل وتلويحا بالحرب. لم تنتظر جبهة محمد عبد العزيز كثيرا لتعبر عن إحباطها و خيبة أملها من عودة كريستوفر روس إلى محددات مهمته الأصلية وهو يعلي بعيد تقديمه لتقرير جولته الأخيرة إلى المنطقة بأنه لم يقف على أي نوع من المضايقات الحقوقية في الأقاليم الجنوبية للمغرب و أن المسألة الإنسانية ليس من صميم المهام المسندة إليه. بسان بترسبورغ أطلق ممثل جبهة البوليساريو بروسيا، على سالم محمد فاضل، النار على الأممالمتحدة وهو يصرخ في إحدى التظاهرات، التي تحرص الديبلوماسية الجزائرية على تمويلها دعما للطرح الانفصالي في الصحراء المغربية، بأن « عدم فاعلية الأممالمتحدة من شأنها أن تؤدي إلى قضايا لا تحمد عقباها في المنطقة» و ذلك في إشارة منه إلى التهديد بالعودة إلى حمل السلاح وعيد أكده رئيس وفد البوليساريو إلى المفاوضات حول الصحراء خطري ادوه ، أول أمس الاحد بالجزائر العاصمة، عندما أوضح أن « صبر الجبهة بدأ ينفد»، متهما المجموعة الدولية بالتهاون و بأنها وثيرة عملها ولدت « إحساسا بالحرمان » بين صفوف رفاقه. تصعيد الانفاليين جاء بعد خيبة أملهم من مقتضيات التقرير الأخير لكريستوفر روس خاصة تلك التي يشدد فيها على أن مسألة حقوق الانسان لا تدخل في المهام الموكولة له من خلال قرارات مجلس الأمن و أن دوره يتلخص في القيام بمهام الوساطة من أجل الوصول إلى حل سياسي عادل و دائم مقبول من الطرفين . روس، الذي أوضح في تدخل المتقضب أنه أطلع مجلس الأمن الدولي على النتائج والتوصيات التي استخلصها من جولته الأخيرة في المنطقة أكد أنه كان «محل ترحيب من طرف جميع الأطراف التي قابلها وفي مقدمتها الجانب المعربي موضحا أنه على لم يصطدم ب «أي نوع من التحفظ عليه من أي جهة كانت» . غضب البوليساريو يعود في جانب كبير من اقتناع المبعوث الأممي « بعدم جدوى عقد جولة أخرى من المفاوضات غير المباشرة بعد أن مرت تسع جولات سابقة بدون حدوث أي تقدم يذكر» ومن عزمه « مواصلة البحث والاستشارات على الصعيد الأممي مع الاستمرار لفترة معينة في النقاشات الدبلوماسية مع الطرفين و دول الجوار و العواصم المهتمة بالنزاع والقيام بزيارة أو أكثر للمنطقة» .